الأخبار
صابر شوكت
بين الصحافة والسياسة- مأساة جنينة واستمرار الألغاز..
أكاد أجزم أن هناك ملايين في مصر والعالم يتابعون حكاية نهاية المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات «بحيرة وغمز ولمز»..!

لقد تابعت علي مدي السنوات الثلاث الأخيرة مثل كثير من الإعلاميين الذين تابعوا جنينة نشاط الرجل والتقيت بالرجل في مناسبات عديدة.. وأجزم ومعي العديد من الإعلاميين أن الرجل عف اللسان واليد ولا أتخيل لحظة انه ملوث بسرقة أي شيء من شعب مصر سواء أموالا أو أراضي أو غيرها.

ولمست لأول مرة.. الحياة تدب في هذا الجهاز وشعور أكثر من عشرة آلاف من العاملين فيه أن جهودهم وتعبهم في رقابة جميع مؤسسات الدولة والحفاظ علي أموال الشعب أصبح له قيمة.. بعد أن ظل عشرات السنين السابقة لم تكن ملايين ملفات الجهاز لا تزيد عن «أوراق نبلها ونشرب ميتها»!.

وتابعت معاناة الرجل في عمله بحصار من بعض «مرتزقة ثورة ٣٠ يونيو» بأن الرجل إخواني ويعمل ضد الدولة.. وحرب شعواء قذرة من صبية هؤلاء المرتزقة بفضائيات رموز فساد رجال أعمال مبارك تحاصر الرجل باختلاق الاتهامات والمغامرات والسباب وحتي في أعراض بيته.. ويترصدون حتي ابنته لحرمانها من حقها في العمل بالقضاء.. وجميع أجهزة الدولة ترقب ذلك في صمت الموافقة علي ما يجري.. ربما لم ينقذ الرجل في أوج أزمته إلا تدخل الرئيس السيسي بنفسه.. لتعيين ابنة جنينة في جهاز قضائي بوظيفة هي من حقها وليس واسطة لأنها من أوائل دفعتها.. وقد استمررت علي صلة طيبة بالرجل أتابع عمله.. حتي فوجئت به العام الماضي يعلن.. بمانشيت خطير بالمصري اليوم انه يعلم ولديه وثائق فساد علي أجهزة سيادية خطيرة ولا يريد كشفها حتي لا يزعل أحد..!

كتبت مقالين في نفس هذا المكان أصب جام غضب شعب مصر كله علي هشام جنينة لأنه يعلم فساداً ولا يريد كشفه مجاملة للمفسدين من مرتكبيه بأجهزة سيادية! وانهلت عليه باتهامات حقيقية أقلها خيانة أمانة شعب مصر والرئيس السيسي الذي ولاه هذه الأمانة وهو يستغلها بتوازنات لحسابه.

وأذكر وقتها ان الصديق الأستاذ السيد النجار رئيس التحرير حذف كثيرا من العبارات وهو يؤكد لي انني «مزقت جنينة» ورفقاً به.. فأخبرته بوضوح انني لا صديق لي في العمل.

وبالفعل كان جنينة أقرب لصديق من مصدر.. ولم أعمل بتحذيرات صديقي الآخر المستشار الجليل محمد شيرين وهو يحقق قضية قضاة تيار الاستقلال ومنهم الأخوان مكي وجنينة وزكريا عبدالعزيز مؤكداً لي انه لا يحمل ضغينة بل ان جنينة جاره.. وهو بنفسه كان يشاهد لقاءاته بالإخوان في بيته.. وهناك تسجيلات وتحريات مصورة وهو مع قضاة الإخوان.. فأكدت له انني لا أري قضية في ذلك.. فكثير من المسئولين كانوا يلتقون بقيادات الإخوان ومستمرون في السلطة حتي الآن.

المهم أذكر في لقاءات جنينة بي انه كان يصر ان نلتقي خارج مكتبه كان يعلم انه مراقب بدقة.. فالتقينا مراراً في جروبي مصر الجديدة.. وبمحل المنوفي بجوار بيته بالقاهرة الجديدة.. وكان الرجل في هذه اللقاءات يخرج لي أخطر الوثائق والأسرار عن انحرافات المفسدين في مصر.. وهو في حيرة من تفجيرها بجميع أجهزة ومؤسسات الدولة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف