فيتو
أبو الفتوح قلقيلة
عن هشام وغادة وإلهام بنت عفاف !
أربعة أشهر لا غير كانت تفصل المستشار هشام جنينة عن استكمال مدته الرسمية كمسئول أول عن أكبر جهاز رقابى في مصر منوط به مكافحة الفساد.. لكن الرجل أقيل قبلها؛ لأنه تجاوز حدود منصبه وشوه سمعة الدولة كما يقولون.. حسنا ومن قال إن في بلادنا فسادا! وهل نحتاج لمن يشوه سمعة بلادنا !

نحن نعيش بالطبع في أكثر مناطق العالم شفافية ونزاهة وصدقا، فالمصرى يعرف مستقبله يقينا، فإن كان موظفا حكوميا فسيقف مرتبه على حافة الصراع اليومى مع الدولار الذي يتحكم في حياته أكثر من مديره المباشر، ومن زوجته وأولاده وأقف له دوما بالمرصاد جاعلا منه كائنا مطاردا في الأسواق والمواصلات مفزوعا من أن ينام فيصحوا ليجد كل شىء قد زاد سعره، بينما هو تقل قيمته أمام نفسه وأمام كل من يعرفه.. هي دى مصر يا عبلة !

ما هو متاح لك يا ابن الفقرية

وبالطبع يعرف المصرى أن التعليم الحكومى المتاح هو أفضل الحلول السيئة المتاحة لأبنائه حتى يستطيعوا الارتقاء مجتمعيا في وطن الوظائف به طبقية ومتجبرة ومغرورة ومتدنية أيضا، فهناك وظيفة بنت ناس.. أي مخصصة لولاد الناس الذين يمتلكون دخلا مميزا مصحوبا بثلة من أصحاب المناصب الذين يتوسطون لأقاربهم على الملأ لكى يحافظوا على الحسنيين.. الثروة والنفوذ!..

إذن فليبحث كل منا عما يناسبه، فلا يعقل أن يتزوج ابن البواب أو ابن العامل من بنت الباشا أو بنت السلطان حتى وإن كان الحب بينهما مشتعلا، فقبل الحب هناك أشياء أخرى فاصلة وحاسمة وقدرية.. شىء لله يا مولانا أسامة بن أنور عكاشة !

لذا يبحث المصرى الفقير من غير جوقة الباشوات عن مكان لأبنائه وذريته تحت الشمس ووفق أرض مصر الطاهرة.. لكن بشرط وحيد: أن يعرف مقامه ولتنظر إلى مكانك لتعرف مقامك.. اتعلم عدل وخد مكان عوج ممكن أو خد مكان عدل بس بعيد عن المناصب المرعبة، والتي يسبق صاحبها بلقب بك أو باشا ويعظم له الجميع.. احترم نفسك وممكن ابنك يطلع دكتور كحيان بس محترم أو مدرس مطحون بس عنده الدروس يا باش يعوض بيها أو مهندس مقهور بس كفاية عليه كلمة يا هندسة أو في رواية أخرى يا هندسزه.. يا آه يا آه! وأحلى من الكفاح مفيش.. احمدوا ربنا أنتم عاوزين تاكلوا مصر !

فساد... يعنى إيه فساد يا عمو !

حسنا.. كل منا يعرف مقامه، ومقام المصرى الآن ومنذ زمن بعيد محكوم بالثروة والمناصب والطبقة وأشياء أخرى لن نسميها فسادا لأن تلك الكلمة تصيب سادتنا الضيق.. العفو يا سادتنا!..لا يوجد عندنا فساد ولا يحزنون ولا تحزنون أنتم أيضا، فلما الحاجة إذن لجنينة ولأى كبير يتحدث مستخدما هذا اللفظ المثير لضيقك.. مفيش فساد خالص والله ونحن على يقين أن هذا هو الطبيعى في مصر وأن هذا هو سلو بلدنا المحروسة أم الدنيا وأم البدع وأم كل حاجة.. فيها حاجة حلوة !

وبكره نوريكم !

الحمدلله، تخلصنا من هشام جنينة وكل واحد سينطق بتلك الكلمة المرعبة (الفساد) ولتى كانت سببا رئيسيا في تعطيل الحياة في مصر سيكون له شأن آخر، فلقد كانت كلمة هشام جنينة هي السبب في انحدار الجنيه لأقل من تسع دولارات وبناء سد النهضة وسيول الإسكندرية والبحيرة وخناقة الست غادة مع إلهام بنت عفاف التي كادت ضدها، وسبب رئيسى في فشل الزمالك في الفوز على المارد الأحمر لسنوات عديدة.. الحمد لله راح هشام خلاص وحتشوفوا مصر وحنوريكم.. حنوريكم التقدم والنهضة...لا لا، بلاش نهضة دى بتفكرنا بالإخوان.. حنوريكم كل حاجة حلوة بدون هشام.. ودمتم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف