قامت الدنيا ولم تقعد بسبب ما تردد عن إهداء ميسي حذاءه لفقراء مصر. وعن أنه ذكر ذلك في حواره مع إحدي المذيعات لدي استضافته علي شاشة قناة تليفزيون فضائية خاصة.
وأخذت الصحف والفضائيات تتباري في الترويج للخبر وتصويره بشكل سلبي. وتباري المعلقون والكتاب في وصف ما أقدم عليه ميسي بأنه إهانة لمصر والمصريين!!
وحتي بعض السياسيين لم يتورعوا عن إقحام أنفسهم في الموضوع. وأخذتهم الحمية ــ التي قد تكون عن حسن نية. أو ربما كانت زائفة أو مفتعلة ــ وذهب بعضهم إلي القول إن اللاعب الأرجنتيني تجاوز الأدب وتخطي حدود اللياقة بهذا الفعل "الشنيع"!!.
ظهر أحدهم علي شاشة التليفزيون ليصف ما قاله ميسي بإنه إساءة لمصر. وإذا بالرجل "التليفزيوني" يخلع حذاءه. قائلاً إنه يريد التبرع به لفقراء الأرجنتين. وذلك رداً علي ما اعتبره "وقاحة" من ميسي!!
وتساءل البعض ساخراً من النجم العالمي ومحقراً من قيمة حذائه وما المبلغ الذي سيباع به. وكأن ميسي ارتكب جرماً في حقنا جميعاً. ولابد من عقابه وتقديمه للمحكمة الجنائية الدولية!!
قال البعض موجهاً كلامه لميسي: احتفظ بحذائك لنفسك.
المصريون لديهم كرامة وإباء وشمم. ولديهم أيضاً الأحذية. ولا يأكلون من الأموال التي تأتي من بيع أحذية الآخرين. لكن الرجل الذي ارتدي ثياب بطولة وهمية زائفة أبدي استعداده لقبول قيام ميسي بإهداء زي فريق برشلونة. الذي يلعب له. للمصريين. وليس الحذاء!!
ويشير تقرير بثته وكالة رويترز إلي أن أحد المسئولين الرياضيين قال عبر مداخلة تليفزيونية: لو كان ميسي يقصد إهانة المصريين. فإني أقول له: من الأفضل أن تضع الحذاء علي رأسك وعلي رؤوس من يشجعونك.. واعط الحذاء لبلدك» فالأرجنتين مليئة بالفقراء!!
مع ذلك فالمذيعة التي أجرت الحوار مع ميسي قالت إن الناس أساءوا تفسير الموقف وأن تبرع ميسي بحذائه لم يكن لمؤسسة خيرية مصرية.
وأوضحت أن هذا تقليد يتبعه البرنامج وهو الحصول علي أحد متعلقات الضيف كهدية وبيعها في مزاد علني للأعمال الخيرية.
أبدت المذيعة دهشتها في تصريحات صحفية مؤكدة أنها لم تذكر ما إذا كانت ستمنح حصيلة بيع الحذاء لمؤسسة خيرية في مصر أو في بلد آخر. وأنها لا تعرف سبب قولهم إن ميسي يقدم الحذاء لمصر. وأنه لم يأت ذكر لذلك علي الإطلاق!!
لكن أحد نجوم الرياضة السابقين وهو ميدو كتب تغريدة علي موقع تويتر. قال فيها: "إن أغلي ما يملكه الكاتب هو القلم وأغلي ما يملكه لاعب الكرة هو الحذاء. وآمل أن نتوقف عن توجيه الاتهامات الوهمية"!!
وفي النهاية لا نعرف سبب إقدام بعض الإعلاميين والكتاب علي الكذب وتشويه الحقائق وإدعاء بطولات زائفة!
ربما كان ذلك نوعاً من السعي لاكتساب الشهرة والجري وراء الإثارة والتلاعب بعقول البسطاء!!
وربما كان البعض يحاول الإيحاء بطريق غير مباشر بأنه لا يقل شهرة وأهمية عن ميسي والدليل ذلك الذي قال إنه يريد التبرع بثمن حذائه لفقراء الأرجنتين فهل حذاء المذكور يتساوي مع حذاء ميسي في الشهرة والقيمة؟
ألم يسمع هؤلاء الأساتذة من قبل بما يتبرع به المشاهير من متعلقاتهم وعرضها في مزاد علني لصالح المؤسسات الخيرية؟
كنت أتمني أن يسعي هؤلاء لطرح موضوعات جادة حول كيفية علاج مشكلات الفقر في مصر والقضاء علي البطالة ومواجهة الأوبئة والأمراض المنتشرة بين المصريين ومحاربة الفساد. بدلاً من إثارة قضايا هامشية كثيرة لا تقدم ولا تؤخر وآخرها القضية المفتعلة حول حذاء ميسي!!