سامى عبد الفتاح
كلمة حرة -جماهير مصر.. كشفت نوايا الأولتراس
قبل أن يبتعد الحدث.. وننسي الصورة الرائعة لجماهيرنا. وجماهير الكرة في ستاد برج العرب. قبل وأثناء وبعد مباراة منتخبنا أمام نيجيريا.. أطرح سؤالا واحداً وانتظر من شجاع واحد. أن يقدم لنا الإجابة علي هذا السؤال. وهو أين كان الأولتراس. بكل الوانه في هذا اليوم المجيد.. أين كانوا وسط أكثر من 60 ألفا. ملأوا أركان ستاد برج العرب.. أين هم.
وهم من يرفعون شعار "الكرة للجماهير" أليس ما يقدمه منتخب مصر من نوعية الكرة للجماهير. أم هناك كرة أخري يشجعونها ويقتلون بعضهم بعضا من أجلها.. ويبقي السؤال الرئيسي. أين كانوا ولماذا لم يظهروا عندما فتحت الأبواب للجماهير النقية.. لقد غابوا لأنه ليس ملعبهم. ويدركون أن تواجدهم وسط هذا الجمع الهائل. سيكون فيه نهايتهم. وقد اقتربت هذه النهاية بالفعل.. انهم يريدون السطوة والانفراد بالصوت العالي إلي حد البلطجة.. ويريدون تحدي المجتمع والدولة باسم حب الكرة وعشق النادي.. فإذا كانوا يحبون الكرة بالفعل. فماذا كان يلعب منتخب مصر. هل كان يلعب "هوكي". رغم أن معظم لاعبيه من الأهلي والزمالك.. وإذا كانوا يوجهون كل عشقهم لكيان الأهلي والزمالك أو غيرهما. دون أي شيء آخر.. فماذا فعلوا مع الأهلي والزمالك. سوي الاقتحام والإساءة للكيانين الكبيرين. وإهانة قادة الناديين والسخرية ممن يتصدي لهم بكل صفاقة وقلة أدب.. لذلك اقولها بصراحة أن كيانات الأولتراس. هي أورام سرطانية في جسد الكرة المصرية. وتأخذ من اكذوبة عشقها لكرة القدم. وسيلة لترهيب المجتمع وهز صورة الدولة. عندما يتم استغلالها سياسيا من دعاة الخراب والتدمير لهذا الوطن. وهم كثيرون الآن. في الداخل والخارج.
وبصراحة.. كنت أراقب هذه الكيانات السرطانية. متمنيا أن اجدها في مقدمة المشجعين يوم مباراة مصر ونيجيريا. حتي يخيب ظني. واراجع حساباتي معهم. عندما أري فيهم أنهم بحق عاشقون للكرة. وليسوا مجندين لأشياء أخري.. ولكن للأسف. لم يخب ظني. ولم نجد واحدا منهم وسط الـ 60 ألفا يؤكد مساندته لمنتخب مصر. بلافته تشجيعية قوية. ولا حتي بشمروخ يلهب حماسة الجماهير.. فاختفوا تماما. وكانوا يوما مشهودا لجماهير الكرة الحقيقية. التي حصل كل واحد منها علي تذكرة بطلوع الروح. وربما بخمسة أضعاف ثمنها الحقيقي.. أما من دخل بدون تذكرة. فيكفي حماسته التي دفعته للمغامرة ليسافر من الإسكندرية أو البحيرة أو أي محافظة أخري. إلي برج العرب وهو لا يعرف إذا كان سيتمكن من الدخول ومشاهدة المباراة في الملعب. أو أنه لن يشاهدها مطلقا. لا من الملعب ولا في التليفزيون.. أنها فعلا مغامرة. من عاشق حقيقي لكرة القدم.. فشكرا لكل من ذهب إلي ستاد برج العرب ولمديرية أمن الإسكندرية التي كانت علي مستوي الحدث. واستجابت للجماهير الحقيقية. مثلما تصدت بشجاعة لأولتراس أهلاوي يوم مباراة بطل انجولا. وإرادت الوصول لاستاد برج العرب بالاختراق والتحدي وليس بالتفاهم وحسن النوايا والالتزام.