هى الرائدة بعد أن تقهقرت، على أيدى الإخوان، الموجودة بعد أن غيبوها فى كل المحافل والمراسم، هى المسيطرة بعد أن انزوت وتلاشت بأفعالهم النكراء، وبئس ما فعلوا؟ هى الظهير والظهر لمن أراد الحماية، هى من يلوذ بها العالم عندما تتوه العقول وتضطرب الموازين وتشتدد الكروب وتنزل النوائب، هى المقصد عندما نفتقد البوصلة وهى رمانة الميزان عندما تختل العدالة فى ربوع الإنسانية، هى الملهم للشعراء عندما تغيب الخواطر وهى الأم التى لا ينقطع حنانها والأرض التى لاينضب معينها، وهى القريحة للكتاب والمبدعين والمفكرين، هى الملاذ لنا جميعًا. شيوخًا وشبابًا رجالاً ونساء، وإن اختلفت المشارب والأفكار، هى من ارتوينا من نيلها وتنسمنا من هوائها، هى بلد الأزهر الشريف بعصوره الوارفة وانكساراته المتعددة، هى من عرفت بفلاحيها وعمالها وقد كانت تضحياتهم، هى الجواد الذى ينكب ثم سرعان ما ينهض، هى المريض الذى يشرف على الموت ثم يعود إلى سيرته الأولى صبيًا فتيًا، سر قوتها فى جيشها وجنودها، فهم خير أجناد الأرض، هى الوعاء للمحتاجين وأصحاب الحاجات، هى المكان والمكانة والتاريخ الممتد عبر آلاف السنين، هى من عبرها المسيح عيسى ابن مريم وتولى أمرها عمرو بن العاص، وهى من تجلى الله على أرضها، هى من عاش فيها العربى والأعجمى المسلم والقبطى المؤمن والكافر، إنها النموذج المتفرد فى التعايش والتواصل مع اﻵخر.. إنها من تستحق منا جميعا أن نؤثرها على أنفسنا، هى من تنادينا أن هلموا إذ لاوقت للأنانية وحب الذات والاستئثار بالمصالح الفردية، مصر التى أعرفها هى من حاول الأقزام اختزالها فى شخوصهم هى من أرادوا لها أن تكون بحدودها الجغرافية ونريدها بحجمها المعروف بل والمتعارف عليه، بنهضتها اقتصاديًا وثقافيًا واجتماعيًا، بل وعربيا وإسلاميًا ودوليًا، هى من غيبوها فى كل المحافل وقدموا الأوباش وأنصاف الرجال، هى من اتخذها يوسف عليه السلام ملاذًا للمحرومين والثكالى والمكلومين، وهى من أنجبت الكتاب والمفكرين والعظماء فى شتى فروع المعرفة، وهى من صدرت العلوم إلى كل بقاع الدنيا، وهى من قاد جنودها البواسل الحروب دفاعًا عن الأرض والعرض والمقدسات.فما لانت لهم قناة، وكانوا ومازالوا عند عهدهم ووعدهم، فى الوقوف إلى جانب الحق والعدل؟ والبرهان وقفتهم المشروعة إلى جانب الشعب فى 25 يناير ومن بعدها فى ثورة التصحيح فى 30 يونيو.
■ وكيل وزارة الأوقاف كفر الشيخ