الجمهورية
احمد المنزلاوى
عودة عواد
كان عواد في حبه لأرضه مضرب الأمثال وفي جده واجتهاده في فلاحتها ما يغني عن الأقوال حتي قال الناس ان ساقيته لا تدور إلا إذا سمعت صوته الجميل يرتفع بالموال وفجأة تغير من حال إلي حال.
أهمل عواد عمله وتخلي بالتدريج عن أرضه وتردد علي مقهي "الغازية" كل مساء وباع أرضه بحثاً عن حياة أسهل وأفضل وبعد أيام قليلة فرغ الحبيب وتخلت عنه الغازية واضطرته المقادير للعمل مع عمال التراحيل ليس ذلك فقط بل ساقته إلي أرض يعمل بها أجيراً بعد أن كانت ملكاً له.
جلس إلي جوار شجرة الجميز ويتذكر كلام أمه بعد بيع الأرض ويكرره علي مسامع زملائه باكياً وهم يضحكون ويسخرون منه.
ويصل سليم ابن عمه وهو رجل جاد وعاقل ومسئول ويقول: نعم أرضك يا عواد اشتريناها أنا وزوجة عمي "أم عواد" وطلب منه السعي وسداد الدين الذي تم به الشراء من خيرات الأرض الطيبة.
عندما أخطأ عواد مضي أطفال القرية يرددون خلفه:
عواد باع أرضه يا أولاد
شوفوا طوله وعرضه يا أولاد
واليوم تحول إلي إنسان جديد. يحب أرضه ويسعي علي رزقه من جديد.
تمر هذا العام علي إذاعة أوبريت عواد 60 عاماً.
أذيع بالإذاعة المصرية سنة 1956 ولا يزال محفوراً بالوجدان.
وهو من تأليف مرسي جميل عزيز وإخراج أنور المشري وألحان كمال الطويل وغناء سعاد مكاوي وسيد اسماعيل.
* مرسي جميل عزيز "1921 ــ 1980" شاعر غنائي كبير وكاتب قدير وأديب وسيناريست وكاتب مقال وقصة قصيرة.
مرسي جميل مرسي عزيز من مواليد الزقازيق عاصمة الشرقية في 15 فبراير 1921. توفي بالإسكندرية في 9 فبراير 1980 ودفن بمسقط رأسه بعد حياة حافلة بالعطاء دامت 59 عاماً.
والده أحد كبار تجار الفاكهة. مال إلي الأدب والشعر منذ طفولته وتأثر بفنان الشعب بيرم التونسي وأحب التصوير الفوتوغرافي.
ـ أجاد اللغتين الإنجليزية والفرنسية إلي جانب لغته العربية.
ـ حصل علي البكالوريا "الثانوية العامة" 1940 والتحق بكلية الحقوق. جامعة القاهرة.
ـ حصل علي دبلوم السيناريو من معهد السينما .1963
ـ حصل علي وسام الجمهورية في الآداب سنة .1965
لحن لرياض السنباطي قصيدة بعنوان "الفراشة" وعمره 18 عاماً وفي نفس العام غني له عبدالعزيز محمود أغنية "يا مزوق يا ورد في عود".
غني له نجوم الطرب في مصر والعالم العربي أم كلثوم "سيرة الحب". محمد عبدالوهاب "من غير ليه". فريد الأطرش "نورا". فيروز "سوف أحيا". نجاة "يا نيل يا اسمراني". فايزة أحمد "أنا قلبي إليك ميال" وشادية ووردة وصباح ومحمد قنديل وغيرهم.
غني له عبدالحليم حافظ 35 أغنية منها "في يوم في شهر في سنة".
حمل العديد من الألقاب منها شاعر الألف أغنية. فارس الأغنية العربية. فارس الرومانسية وغيرها.
يوافق العام الحالي 2016م ذكري مرور 95 عاماً علي ميلاده و36 عاماً علي رحيله.
وفي أوبريت عواد درس في حب الأرض والاجتهاد في العمل والسعي علي الرزق وتحمل المسئولية. وقبل ذلك المحافظة علي هذه الثروة الغالية التي توفر لنا رغيف الخبز وطبق الأرز.
وفيه أيضاً درس لكل مواطن في الحفاظ علي هويته ولغته وأصول مهنته.
لا يبحث عن الطريق السهل ورغد العيش ولكن عمل وجهد وعرق وكفاح من أجل تحقيق النجاح وتعويض ما فات.
وكما عاد عواد لأرضه وتاب إلي رشده. علينا أن نمضي علي دربه أشخاصاً مسئولين أوفياء لأرضنا مدافعين عن عرضنا. نتحمل المسئولية. ونرفع راية الإخلاص في العمل فيتحقق النجاح والتقدم ومن بعده الرخاء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف