الوطن
محمد فتحى
يللا بينا نتسجن.. وفى حب (زها) و(ميتو)
(1)

جميل والله تصريح رئيس مصلحة السجون فيما معناه بأن سجوننا زى الفل، ملاعب بقى ومطاعم وجيم وحركات، شىء بديع، وهى تصريحات موسمية تتجدد كلما حدثت انتقادات للسجون، ويصاحبها زيارات لصحفيين ووفود لمنظمات حقوق إنسان بحيث يخرج الزبون، وهو يتحدث عن (شىء لا يصدكه عكل)..

بالمناسبة، لا مانع عندى من الاعتزاز بجهود حقيقية تجرى فى هذا الصدد، لكن سيادة اللواء، ألا ترى أن (حدوتة) إن المساجين مش عايزة تخرج دى واسعة شوية؟؟

ألا ترى أن حسن المعاملة الذى تتحدث عنه لا يتوفر حتى للزائرين فما بالك بالمساجين؟؟

يعنى ألا تعتقد أن (الأفورة) جابتنا (ورا)؟؟ وأن مثل هذه التصريحات تجلب السخرية أكثر مما تجلب الإعجاب؟؟

طب ما تيجى نخرجهم ونشوف؟؟

طب ما تحولوا السجون إذاً لفنادق -طالما أنها بهذه الدرجة من الروعة- ولننظم جميعاً (تشجيعاً للسياحة الداخلية) زيارات للسجون و(داى يوس) يمكن أن نأخذ أسرنا إلى هناك فى الويك إند لكى يفرحوا..

وبالمرة ننظم رسوم زيارة لهذه الصروح العظيمة.. ونجيب جمال وأحصنة ونزيد من دخل مصلحة السجون..

ثم يمكن كذلك أن نطور فى مستوى الخدمة لنقدم للمساجين خدمة (التان).. بحيث يدخل المسجون واسمه مخيمر وشكله استغفر الله العظيم من كثرة (البشل)، و(تعوير الوش)، الذى (مفيهوش معلهش)، ويخرج من السجن وهو تامر هجرس.

وبعدين يا سيدى الفاضل، ومع كامل احترامى، وحياة أغلى حاجة عندك ما تزعلش من كلامى إنت راجل صاحب دار ضيافة وأنا لا أريد تجربة خدماتكم الأسطورية قبل أسبوعين على الأقل.. ما علاقة سعادتك بالاختفاء القسرى؟؟ من الممكن مثلاً أن تقول إن المسجونين موجودون على ذمة قضايا، لكن تصريحك عن الاختفاء القسرى وعن كونه (غير موجود) يجعلنا وكأننا فى فرح الداخلية وكل سيادة لواء فى قطاعه (جاى ينقط)..

القلش علينا حق فى مواجهة مثل تلك التصريحات التى أتعامل معها بأسلوب حمادة سلطان حيث أردد بعد أن أسمعها: (بام بارارارام بام بام).. لكن لو أردت نصيحة.. لو أراد كل من فى الداخلية النصيحة..

توقفوا عن التصريحات وأرونا النتائج.. اجعلونا نشاهد على أرض الواقع لأن أغلبكم لا يجيد التحدث، وعلاقته بالتصريحات الإعلامية تكسف.

(2)

ماتت زها حديد.. المهندسة العراقية العبقرية التى يجب أن تنظف أعينك برؤية أعمالها وتصميماتها ولقاءاتها التى تحدثت فيها عن حلمها ببناء العراق.. ماتت ولم تحقق حلمها، ولفتت تصميماتها نظر العالم كله، وكأن لسان حال أغلبهم يقول: كيف كانت هذه العبقرية على قيد الحياة ولا نعرفها..

فى مثل هذه الأيام من العام الماضى توفى أيضاً مهندس عبقرى مصرى استطاع أن يفرض نفسه بتصميماته المبدعة، وهو المهندس: أحمد ميتو.. أستاذ الهندسة الذى أوجد لنفسه مدرسة جعلت طلابه يحلمون بأن يكونوا هو.. أما المهندسون (على قيد الحياة) فلم يلتفت أحد بعد إليهم ولم يسوق أعمالهم المبدعة التى تشارك فى مسابقات عالمية ولم يستعن بهم أحد ليفرض طرازاً معمارياً على بلد عشوائى لم يعد يميزه أى طراز معمارى، وأصبح منتهى منانا أن ننجح فى ترميم القديم فى وسط البلد ومصر الجديدة ونعيد (دهانه) لـ(يظهر) أكثر من كوننا (لنحافظ عليه).

بالمناسبة.. الكاتب والأديب والزميل العزيز ميشيل حنا له العديد من الكتابات التى يجب مراجعتها فى هذا الصدد، والصور التى توضح مأساتنا فى مبانينا وترميماتنا وطرازنا المعمارى وبطولة الأسمنت فى زمن أصبح فيه الإبداع كومبارساً، والمساحات الخضراء رفاهية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف