المساء
محمد جبريل
ع البحري -جائزة مكتبة الإسكندرية
أتاحت لي زيارة أخيرة إلي مكتبة الإسكندرية. أن أتعرف إلي اسهام ايجابي في حياتنا الثقافية. ربما لم ينل التقدير الذي يستحقه. قاعات مطالعة توفر القراءة والبحث لعشرات الدارسين. مؤتمرات وندوات في مختلف الإنسانيات. نقل ثقافة العالم إلي مصر ليس بمجرد الترجمة أو وسائل الاتصال. وإنما بدعوة رموز من علماء العالم ومبدعيه ومفكريه.
إذا كانت مكتبة الإسكندرية هي التعبير عن المكانة الحضارية المتقدمة التي تعمل بلادنا لاستعادتها. فإن اسهامات المكتبة في الثقافة العالمية. يجب ألا تقتصر علي خزائن الكتب والمخطوطات والوثائق النادرة. ولا علي قاعات الاطلاع. ولا حتي علي المؤتمرات والمهرجانات والندوات وغيرها من مظاهر النشاط الثقافي.
إن رعاية مصر الدولة لعلمائها ومبدعيها تتمثل في جوائز النيل والتقديرية والتفوق والتشجيعية. وهي أوسمة ينالها الفائزون بها من العلماء والمبدعين والدارسين والمفكرين. بالاضافة إلي الأوسمة الحقيقية التي ترافق الحصول علي الجوائز.
ثمة جوائز عربية لا يقتصر الفوز بها علي البلد الذي ينتسب إليه. وإنما هي تأخذ صفة القومية كما في العويس والبابطين وحسن فقي وغيرها. أو تأخذ صفة العالمية كما في الملك فيصل.. والجائزة الأخيرة ــ تحديدا ــ هي بعض الدور الذي نأمل أن تؤدية مكتبة الإسكندرية.
الجائزة العالمية تجاوز المحيطين المصري والعربي إلي المحيط العالمي. تحصل عليها انجازات ابداعية علي مستوي العلوم النظرية والتطبيقية والآداب والفنون والعلوم الإنسانية. فلا تقتصر علي مبدعي البلد الذي تصدر عنه. وإنما تحتفي بكل المبدعين بصرف النظر عن الوطن الذي ينتمون إليه. القيمة وحدها هي جسر الحصول علي الجائزة.
ومع تقديرنا لجوائز عالمية مثل نوبل وجونكور واتحاد الناشرين البريطانيين وهيئات العلوم الغربية. فإن جائزة مكتبة الإسكندرية ــ وليكن هذا هو اسمها ــ يجب أن تصبح مثلا للتجرد والموضوعية. بحيث ينالها من يستحقونها بالفعل. وليس لبواعث سياسية مشبوهة. كما أكدت نوبل ذلك ــ للأسف ــ في أعوام كثيرة. ولنتذكر أنها ذهبت إلي بعض الأسماء التي كان يجب أن تواجه محاكم مجرمي الحرب. مثل بيجين وبيريز. بدلا من الحصول علي جائزة نوبل للسلام. كما ذهبت إلي بعض الأسماء التي لا يعرفها أحد مثل ذلك الأديب اليهودي المجري الذي حصل عليها هذا العام. وكما نالها في أعوام سابقة أدباء يهود لا يتميزون إلا بميولهم العنصرية. ومنهم ــ كما نذكر ــ أديب لا يزيد عدد من يقرءون باللغة التي يكتب بها عن ألفين!
جائزة مكتبة الإسكندرية ــ بما نوفره لها من لجنة تحكيم علي مستوي عالمي. وبالمبادئ الموضوعية الثابتة التي تعمل في ضوئها ــ تستطيع أن تحصل علي مكانة متفوقة بين الجوائز العالمية. بعيدا عن تأثيرات الإعلام وشبهات المصالح السياسية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف