الأخبار
عاطف زيدان
كشف حساب - المراوح شغالة يا مدخن
قابلني في شارع الصحافة منذ عدة سنوات، بينما كنت اسير بسرعة وفي يدي سيجارة، عبر الشارع وصافحني ثم قال مبتسما : «المراوح شغالة يا مدخن».. الضرر كده اشد واخطر.. ثم ودعني بنفس الابتسامة.. يا أخي بطلها وارحم صدرك. منذ ذلك الحين، ما ان تمتد يدي إلي علبة السجائر وانا اسير، اتذكر كلمات الزميل المهذب محمد عبدالمقصود، فأعيدها إلي مكانها دون ان أدخن. لم يكن الراحل يهتم بمعاناته الطويلة مع المرض فقط، وانما كان اشد حرصا علي تقديم النصح للآخرين خاصة المدخنين بحكم المامه كصحفي متخصص في البيئة بمخاطر التدخين علي المدخن ومن حوله.
قدم لي يوما ابنته «اية» المحررة حاليا بأخبار النجوم، وطلب ان تتدرب في قسم التحقيقات بالاخبار الذي أتولي الاشراف عليه قائلا : انا عايزها تتعلم علي ايدك. وبالفعل كلفتها في نفس اليوم بالنزول إلي الشارع مع زملاء آخرين للقيام بتغطية ميدانية، وانتظرت حتي عادوا وتوقفت عند ما كتبته لاكتشف تمتعها بقدرة طيبة علي الصياغة وتطعيم ما كتبت بأوصاف والفاظ أدبية ترسم مشاعر واحاسيس من تحدثت معهم في الشارع، فأحسست بالرضا، وفوجئت به يمر علي مكتبي ويسألني : ايه رأيك.. طمني؟ قلت له : والله بلا مجاملة.. البنت موهوبة وتمتلك اسلوبا مميزا. واستأذنت رئيس التحرير آنذاك الاستاذ محمد البنا لنشر اسمها وبالفعل نشر الموضوع يحمل اسماء الزملاء ومن بينهم «اية عبد المقصود».. وسعدت في الصباح بما رأيت علي وجه الأب من علامات السعادة والامتنان.
هكذا عاش الراحل، مخلصا في أداء عمله، ودودا عف اللسان، حريصا علي توطيد علاقته بكل من يتعامل معه. رحمك الله أيها الزميل الغالي بقدر اخلاصك وحبك للآخرين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف