ما تقوم به الحكومة الحالية وما فعلته الحكومات السابقة من ايفاد واستقبال كبار مسئولي مؤسسات التمويل الدولية وفي القلب منها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والاتحاد الاوروبي ومؤسسات التمويل العربية والاجنبية واجراء مباحثات ماراثونية للحصول علي قرض من بضعة مليارات من الدولارات وتسافر الوفود وتجوب العالم للحصول علي قرض وغالبا ما يكون خلف هذه القروض شروط تمثل ضغطا علي الاقتصاد بل علي الشعب المصري تنتهي في صورة تضخم وارتفاع اسعار السلع والخدمات.
المفاجأة اننا عندما ننجح في الاتفاق علي قرض نسمع اشادات من المسئولين عن الحكومة اننا حصلنا علي شهادة بان الاقتصاد المصري اقتصاد قوي ومتين. طيب لما الاقتصاد المصري قوي ومتين لماذا نلجأ الي الاقتراض وتحمل فوائد الديون مش برضه ده سؤال محدش عايز يجاوب عليه!
احد المسئولين من المجموعة الاقتصادية اعلن عن مفاجأة مذهلة هي وجود ٨٫٨ مليار دولار قروضا ومنحا لم يتم استخدامها منذ سنوات لتمويل مشروعات مختلفة واحنا بنجري شرقا وغربا في كل الاتجاهات للحصول علي قرض لا يزيد علي ثلاثة مليارات دولار.. ولا نعلم ان لدينا قروضا ومنحا لم يتم استخدامها وندفع عنها ما يسمي بخدمة الدين ولا نعرف من المسئول عن هذا الفساد هل الوزير ام رؤساء الهيئات او المصالح او المؤسسات ولماذا لم يتم استخدامها ومن سيتم محاسبته.. مفيش!
هذا الوضع يشبه تماما رب الاسرة الذي يكد ويكدح ويعمل ليل نهار، ويغترب بل ويقترض ليوفر لاطفاله حياة كريمة ويشتري لهم كل ما يطلبونه، ثم يفاجأ الاب بان اطفاله يلقون بكل ما يوفره لهم الاب من مستلزمات الحياة هباءاً.. فهل ما فعله الاطفال مثل ما تفعله حكومتنا!