تمتاز القيادة المصرية الحالية بالتجرُّد والبُعد عن حب الذات.. فبمجرد أن انتهي مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري وما أسفر عن نجاحات.. أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي عن عقد هذا المؤتمر بصفة سنوية لمعاونة الدول النامية!!
هذا الإعلان ــ من وجهة نظري ــ يؤكد أن مصر ــ كما كانت وستظل ــ "تحب الخير للجميع". وأنها لا تبحث عن مصالح تهمها فقط.. وإنما تريد أن تنهض كافة الدول والشعوب.. وهذا أيضاً درس جديد يقدمه السيسي يؤكد من خلاله أن "الأنا" "تهدم.." و"نحن" تبني.. وأن مصر مثلما ساعدها البعض.. تحب أن تساعد الاخرين!!
لقد قلنا مراراً وتكراراً.. لابد من التخلي عن أنا".. والتعامل بـ "نحن" وبمعني أدق روح الفريق والجماعة.. فهذا أسرع طريق للبناء والتقدم وتحقيق التنمية ومساعدة الآخرين لتجاوز أزماتهم!!
من هنا علينا ــ حكومة وشعباً ــ من الآن وصاعداً.. التخلي تماماً عن الأنانية والعمل بروح الجماعة.. فيد الله مع الجماعة.. ونتخلي عن مبدأ "أنا ومن بعدي الطوفان"!!
نعم علينا أن نساعد الاخرين في نفس الوقت الذي نبني فيه بلادنا.. وصدقوني أكبر دعم وقوة يمكن أن تحصل عليه مصر يأتي من مساعدة الآخرين علي النهوض والتنمية خاصة في بلدان قارتنا الإفريقية التي إذا تخيلنا أنها نهضت سننهض معها.. وكفاها ما عانته من فقر وجهل طوال العقود الماضية رغم أن في بطنها خيرات تعيش عليها قارات عديدة وليس دول فقط!!
مصر قادمة وبقوة.. والأيام ستثبت ذلك.. وعلي "الجيران" السعادة بذلك.. فنهوض مصر يعينهم وقوتها قوة لهم.. والمهم الآن أن نظل علي وحدتنا وربنا يقينا شر المؤامرات الخارجية وشر من باعوا أنفسهم بثمن بخس.. وسوف يندمون حتماً.. فمن عاش في مصر ودرس شعبها وتاريخه يعلم تماماً أن من يبيع بلاده مكانه معروف في مزبلة التاريخ!!