الوفد
م. حسين منصور
سعد.. زعيم الشعب
ظل سعد أول صناعة شعبية للزعيم وأبى إلا أن يقول دوماً إنه نبت هذا الشعب وابن تضحياته.. فجاءت كلمات سعد دائماً افتخاراً بالانتماء لهذا الشعب وكان صوته هو صدى الشعب وطموحاته.. ومن المهم متابعة كلمات سعد التى وجهها للأمة التى توضح بجلاء كامل أنه كان أبرز زعماء مصر إيماناً بالشعب وبدوره الحقيقى في تحقيق طموحات الأمة.
< يقول سعد فى احتفال إقامة طلبة الإسكندرية لدى عودته فى 6/4/1921: «أتوجه والخشوع يملأ جوارحى إلى تلك الأرواح الطاهرة، أرواح أولئك الأبطال الذين نادوا بالحق، ففاضت أرواحهم وألسنتهم تردد ذلك النداء.. شرفونا بإقدامهم وألزموا الكل باحترام مصر فليناموا هادئين، فقد انبلج فجر الاستقلال مشبحاً بدمائهم...» وعاد سعد ليذكر الشهداء فى حفل إقامة طلبة القاهرة فى 18-4-1921: «أتقبل والخشوع يملأ جوانحى تحية أولئك الأطهار الذين وهبوا أرواحهم لمجد البلاد وكتبوا صحيفة ذهبوها بالدماء رضوان الله عليهم، فقد كانوا أول من اشترك فى بنيان مجد مصر ونهضتها الحاضرة».. هل سمعتم تلك الكلمات من أى رئيس أو زعيم فى بلادنا تعقيباً على ما قدمه الشهداء وسطروه بدمائهم...!!
< ويقول سعد فى خطابه لأهالى الإسكندرية فى 6/4/1921: «إن سعد وأصحابه أفراد منكم خدام مبادئكم شعروا بشعوركم وتشبعوا بمبادئكم وإن كان للوفد المصرى بلاغة فهى منكم.. أنتم الذين أمليتم على زملائى وعلى ما أوجب نشر ذكركم فى كل بلد وكل مكان.. الفخر لكم والمجد لمصر ونهضتها الحاضرة».. ويقول أيضاً: «أتقبل والسرور يملأ جوارحى أن أكون على رأس أمة لا تساق سوق الأنعام ولكنها تسير خلف المبادئ لا الأشخاص.. أمة حية شاعرة مفكرة ذات آمال قوية فى الاستقلال».. ويقول فى حفل التسعة من يونيه 1921: «قالوا إن زغلول يريد قلب الحكومة إلى جمهورية فكذبتها وأنا لا أخشى أن أقول ما فى نفسى وأنا قوى بكم ولا أبتغى عن هذا المركز الذى شرفتمونى به بديلاً».. هل تحدث أحد ممن تولوا قيادات البلاد بمثل هذا الصدق والافتخار والانتماء لشعبه.. وحينما تعرض «ناصر» لحادث المنشية صاح قائلاً: «أيها الرجال.. حتى لو قتلونى فقد وضعت فيكم العزة.. فقد غرست فى هذه الأمة الحرية والعزة والكرامة.. فى سبيل مصر أحيا، وفى خدمة مصر أموت..».. هكذا كان سعد زعيماً صناعة شعبية حقيقية.. زعامة لم تصنعها السلطة أو أجهزة الإعلام والقهر والخوف.
< «الوفد» فى ثوبها الجديد..
«الوفد» فى ثوبها الجديد فى ذكرى ميلادها اليومى بعقل شبابها الذين صعدوا مع صدورها الأول ويقودون مسيرتها برئاسة النابه اللامع سيد عبدالعاطى وكتيبة جيل الوسط وشباب الصحفيين الذين أخرجتهم جريدة الوفد، فهى صوت الناس وصدى أحلامهم وهمومهم كما كان سعد زعيم الأمة وزعماء الوفد ورؤساؤه.. نريدها فتية يقظة متابعة صوتاً للتقدم والحداثة عارضة لأحدث التقنيات والرؤى والعالم من حولنا, ملاحقة لهموم الشعب ونبض الناس.. دفعة للصحافة الورقية فى استمرارها فى مواجهة الميديا وتقنياتها التى أصبحت فى يد كل إنسان.. تحية لجريدة الوفد وأبنائها فى إرادتهم وإصرارهم ومبادرتهم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف