أحمد عبد التواب
الثورة الدينية المستحيلة!
لم تتحقق نتائج عملية واضحة حتى الآن لنداء الرئيس السيسى بثورة دينية! وليس من المتوقع أن يتحقق شىء منها مادامت أن المهمة موكولة إلى من تسبَّبوا فى الأوضاع المطلوب الثورة عليها، ومن قبلوا على أنفسهم أن يتجاوروا ويتآلفوا معها عبر سنوات ممتدة، وأن يدافعوا عنها بقوة، وأن يهاجموا بكل شراسة كل من بادر قبل نداء الرئيس بطرح مجرد ملاحظة فى الموضوع.
والحل البديهى بعيد المدى يبدأ بأن يُستبَعد من مهمة الإصلاح كلُ من شارك فيما تدهورنا إليه، خاصة أن موافقتهم الفورية على نداء الرئيس توحى بالريبة والنية فى المراوغة حتى يتجاوزوا ما يعتبرونه مجرد حماسة عارضة من الرئيس على أن يُناط بالمهمة من يُشهَد لهم بالتحرر من شبهة الانتماء لما هو مطلوب إصلاحه، والمقدرة والشجاعة على المواجهة فى الحق مع وجوب إدراك أن تغيير المناهج التعليمية فى الأزهر لن يحلّ شيئاً، مادام العاملون على العملية التعليمية مؤمنين بصحة ما يجب حذفه أو تنقيحه، وهو ما يلزم أن تكون عليهم رقابة من خارج الأزهر والأوقاف، وإلا لورطنا أنفسنا فى أوهام لا طائل منها.
وقد تحدث الرئيس عن إلغاء التشريعات الخاصة بازدراء الأديان، فتخطّى ما طرحه بعض المثقفين الذين اقترحوا عليه أن يُصدِر قراراً بالعفو عن المدانين بناءً على هذا التجريم ولكن الحكومة لم تتقدم حتى الآن بمشروع قانون لمجلس النواب، كما لم يبادر النواب بذلك.
الموضوع أكبر وأعقد من أن يتحمل مسئوليته فرد واحد وعلى الجميع أن يدركوا ضرورة التكاتف لتتحقق أولى أمارات الدولة الحديثة التى نادى بها الدستور.
> لغة: ناطَ الشىء ينوطه نوطا، أى علَّقه. والنوط هو كلّ ما عُلِّق من شىء. والجمع أنواط ونياط. ويُقال إن نياط القلب ما يتعلق بها القلب. ومن ذلك جاء معنى تعليق مسئولية أمر ما، فيُقال إن فلانا منوط به كذا. وكذلك كانت تسمية الوسام نوطا، ربما لأن صاحبه يُعلَّقه.