ماهر مقلد
نقطة تحول .. كذبة ثقيلة الظل
من تابع الأخبار الكاذبة التى نشرت يوم 1 أبريل لإحياء العادة غير المحببة المسماه «بكذبة أبريل» قطعا لن يجد اثقل ظلا من الرسم الكاريكاتيرى الذى رسمه رسام جريدة الشرق الأوسط وتسبب فى أزمة كبيرة للجريدة فى لبنان واغلاق قناة العربية مكتبها فى بيروت خشية أن يتعرض العاملون فيه للضرر.
جريدة الشرق الأوسط المعروف عنها الالتزام باتت فى مرمى الانتقادات اللبنانية، بعد ان نشرت كاريكاتيرا يظهر فيه العلم اللبنانى مكتوباً عليه عبارة دولة لبنان، والعنوان «كذبة نيسان ابريل»، مما تسبب فى اقتحام عدد من اللبنانيين مكاب الجريدة فى بيروت وبعثرت محتوياته.
الشرق الأوسط اسفت لاقتحام مكاتبها وأكدت احترامها لبنان، وقالت إن الكاريكاتير كان يهدف للإضاءة على الواقع الذى تعيشه الدولة كبلد يعيش كذبة كبيرة سببها محاولات الهيمنة عليه وإبعاده عن محيطه العربي، وعرقلة انتخاب رئيس للجمهورية.
وكان يتوجب على الشرق الأوسط الاعتذار بسبب سوء الفهم الذى حدث وتصويب الموقف بدلا من التبرير خاصة وانها تعلم مدى الحساسية فى العلاقات مع لبنان فى هذه الظروف وحتى لا تتسبب فى احراج الفريق السياسى الداعم للمملكة. وقد ورفع وزير الإعلام اللبنانى رمزى جريج، دعوى قضائية بحق الصحيفة ضد ما اسماه تحقير العلم اللبنانى والمس بالشعور الوطنى اللبناني. ولم يختلف الأمرعند نواب تيار المستقبل الذى يتزعمه النائب سعد الحريرى وانتقدوا الصحيفة وطالبوا ادارتها بالاعتذار، وقال النواب إن لبنان ليس كذبة بل هو من أوائل الدول العربية التى حصلت على استقلالها.
السفير السعودى فى لبنان على عواض عسيري، قال إن «ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعى وفى بعض وسائل الاعلام، على الرسم الذى نشرته الصحيفة ، حملت الموضوع اكثر من حجمه الطبيعي». الأزمة قد تنتهى فى وقت قريب بعد تعالى بعض الأصوات فى لبنان ودفاعها عن حرية التعبير حتى لا تغلق مؤسسات اعلامية مكاتبها فى لبنان البلد الذى له تاريخ فى ازدهار النهضة الأعلامية فى الوطن العربي.
هذه الواقعة ذكرتنى بنصيحة وكبل وزارة الإعلام الليبى والمسئول على الرقابة على المطبوعات فى عهد العقيد القذافي حيث قال اتعجب من قيام صحيفة بنشر خبر صغير لا يقدم ولا يؤخر يتسبب فى مصادرة الصحيفة وعدم دخولها ليبيا واستشهد يومها بكاريكاتير للفنان مصطفى حسين فى الأخبار ضد الرئيس جمال عبد الناصر وكانت النتيجة منع دخول الأخبار ويومها قال المسئول الليبى وهو سفير سابق ومثقف كبير فلو كان هناك موقف فلتكن صفحة واستشهد بالمثل «لو عشقت أعشق قمر».