نصف الدنيا
أمل فوزى
مم تخاف النساء؟
في أوروبا لا يكتفون بقياس معدلات التقدم الاقتصادي والسياسي وإنما يهتمون حتى بقياس مخاوف المواطنين ومدى شعورهم بالاطمئنان أو القلق ويدلل على مدى أهمية ذلك مساهمة شركات التأمين في أغلب تلك الدول في تكاليف عمل دراسات سنوية تنفق فيها الملايين من أجل قياس مؤشر الخوف عند المواطنين حيث اتضح أن من أهم تلك المخاوف لدى أغلب المواطنين في بعض دول أوروبا وخصوصا النساء هي الخوف من فقدان المال ومن الوحدة عند الشيخوخة وعدم وجود من يراعهن آنذاك بالإضافة إلى مخاوف البعض من الكوارث الطبيعية، وتخيلت للحظة ماذا لو حاولنا التعرف على مخاوف الناس في مصر وخصوصا المرأة ترى كيف ستكون الإجابة؟ طرحت السؤال على كثيرات ممن التقيت بهن خلال الأيام الماضية وكانت أغلب الإجابات تتركز حول عدم الزواج وذلك لدى أغلب الشابات أو الخوف من المرض وعدم القدرة على تغطية نفقاته، أو عدم القدرة على تدبير مصاريف زواج الأبناء، أما الإجابة التي وجدتها تتكرر كثيرا فهي الخوف من خيانة الزوج وتخليه عنها في الكبر، الملاحظ بالنسبة لي أن الخوف من الإرهاب لم يذكر في الدراسة الأوروبية وكذلك لم تذكره واحدة من اللاتي طرحت عليهن السؤال لماذا؟ ربما الأمر يحتاج لدراسة بالفعل.

كل دول العالم تستعد للاحتفال بيوم المرأة، والاحتفال لدى كثير من الدول لا يكون بمجرد عمل مؤتمرات وندوات ولكن بإصدار قرارت فعالة ومؤثرة، فمثلا ألمانيا رغم كل ما حققته المرأة هناك حيث تمثل نصف البرلمان وتتولى أهم الوزارات بل وتحكم البلاد فإنهم يعتبرون أن المرأة لم تأخذ حقها فهي لم تكن تمثل في مجالس الإدارات سوى بنسبة ٪7 لذا تم صدور قانون ينص على أن تمثل المرأة نسبة ٪30 على الأقل من كل المجالس، وأكدوا أن من يقول إنه لا توجد كفاءات بين النساء لشغل تلك المناصب فإنه عليه أن يصمت أو يعود إلى العصور الوسطى مع أصحاب تلك المقولات، وليست ألمانيا فقط فلبنان مثلا تشغل المرأة نسبة ٪8 من المناصب القيادية وهم يعترفون بأنها نسبة منخفضة وهم يعملون الآن على رفعها ويدرسون إصدار القوانين من أجل ذلك وكذلك الكويت التي تقوم هذا الأسبوع بعقد مؤتمر وتدرس الخطط لأن تكون نموذجا يحتذى بالنسبة لتمكين المرأة خلال السنوات المقبلة وخصوصا أن هناك دولا في مجلس التعاون سبقتها بخطوات في ذلك وهي أدركت أن احتلال مكانة متقدمة على المستوى الدولي لا يتحقق إلا من خلال تحسين أوضاع المرأة، وتحسين أوضاع المرأة لا يتحقق بالأماني وإنما بالقرارات التي تثبت أن رغبة الدولة في النهوض بالمرأة ليس مجرد وعود والسلام.

في آخر إحصائية أعلنتها فوربس عن الأثرياء حول العالم فإن من بين 1826 مليارديرا هناك 197 امرأة فقط بارتفاع نسبي عن العام الماضي والذي كان فيه عدد السيدات 173، الدراسة تؤكد أن 29 سيدة فقط هي التي تمكنت من تكوين تلك الثروة بنفسها والباقيات حصلن عليها بالوراثة وهكذا فإن المرأة حتى في عالم الأثرياء تعاني من التمييز ...كل يوم مرأة وأنتم طيبون.

نور الكلمات
«المرأة التي تهز مهد الطفل بيدها اليمنى قادرة أن تهز العالم بيدها اليسرى». نابليون
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف