الوطن
محمد الدسوقى رشدى
ملاليم وملايين المجلس الموقر
عزيزى المواطن المصرى، بالبلدى كده ومن الآخر هما بيراهنوا على إنك سمكة.. وإحنا بنراهن على إنك فيل.

هم يراهنون على أن ذاكرتك ذاكرة سمكة مدتها 3 ثوان أو 12 يوماً طبقاً لما توصلت إليه آخر دراسة كندية، لذا تبدو تصريحات السادة النواب والمسئولين وردية جداً، ووعودهم بلا سقف تماماً، لأن رهانهم الحقيقى على أن المواطن سينسى ولن يحاسبهم أحد، بينما نحن نراهن على أن المواطن قد يصبر، يتجاهل، يهضم اللعبة وفق هواه، ولكنه لا ينسى.

سيادة المواطن المصرى، أنت قطعاً تتذكر الانتخابات التى تمت فى أكتوبر ونوفمبر 2015، تتذكر كافة اللافتات وأنواع الدعاية، وقتها كان المرشحون الذين أصبحوا نواباً الآن يطاردونك فى كل مكان، ويتفقون على معنى واحد وهم يقسمون قائلين: والله مش واخدين منها حاجة، إحنا بنعمل كده لخدمة أهالى الدايرة.. ده احنا بنصرف من جيوبنا على البرلمان، ومن ناحية الصرف هم صرفوا فعلاً؟! ولكنهم فيما يبدو قرروا أن يحصدوا ما صرفوه ولكن على حسابك وحساب البرلمان والوطن بأكمله.

السادة أعضاء مجلس النواب الموقرين لم نرَ منهم حتى الآن أى إنتاج برلمانى حقيقى بخلاف معاركهم تحت القبة والمشاهد الكوميدية التى تسحب من رصيد المجلس ولا تضيف إليه، بجوار ذلك كانت هرولة وسعى النواب لحصد المزيد من الأموال عبر إنفاق البدلات والمكافآت هى السمة المميزة لنشاط النواب فى الشهور الثلاثة الماضية.

باختصار، السادة النواب أو أغلبهم يعنى خلال الشهور التلاتة اللى فاتوا بيتعاملوا مع البرلمان على إنهم طالعين إعارة للخليج.. سفرية يعملوا فيها تحويشة العمر.

النواب من يوم ما راحوا المجلس ومفيش كام يوم بيعدوا من غير ما تلاقيهم بيتكلموا عن زيادة بدلات الانتقالات أو زيادة بدل الوجبات أو إن السندوتشات مش حلوة.. أو منح النواب قروضاً دون فوائد.. تبص شمال تلاقى نواب بيقولولك لازم يحصل لهم استثناء عشان مايدفعوش فلوس الركنة فى جراج التحرير، تبص يمين تلاقى نواب عاملين مذكرة بتقول إن المكافآت اللى بياخدوها قليلة جداً ولازم المجلس يراجع نفسه فى قصة مكافآت النواب.

نروح بقى للقروض.. قروض السادة النواب اللى أعلنت عن توفيرها الأمانة العامة لمجلس النواب وقالت إن كل عضو من حقه ياخد 50 ألف جنيه بدون أى فوائد أو مصاريف إدارية، طيب بالنسبة للشباب بتوع المشروعات الصغيرة اللى بيطلع عينهم فوائد ومصاريف إدارية.. لأ مش مشكلة، سيادة النائب أهم.

ما فاتش شهرين على جلسات البرلمان وتلاقى مذكرة رسمية وقع عليها 221 نائباً يطالبون فيها بتوفير بدل للانتقال والمبيت والتغذية والمظهر والعلاج والاتصال، واعتبار بدل الجلسة محدداً بالساعة الواحدة فقط، بجانب زيادة بدل الجلسات الأساسية والنوعية.. عاوزين الأوفر تايم حضراتهم

من زاوية أخرى السادة فى مجلس النواب استجابوا لكل ملاحظات مجلس الدولة بخصوص اللائحة الداخلية، باستثناء ملاحظة واحدة خاصة بفلوسهم، وبدون أى خجل المجلس اللى جاى عشان يفعّل الرقابة يرفض إن موازنته تخضع لمراقبة الجهاز المركزى للمحاسبات، وكمان تكتشف إن المجلس اللى النواب بتوعه جايين يشرّعوا تشريعات ضد التمييز وتهدف للمساواة طالبين أن يتم إعفاء مكافآت النواب من الضرائب.

هل يجرؤ أحد من النواب على أن يخبر أهالى دائرته كيف كان إنفاق الملايين «حلو» قبل الدخول للبرلمان بينما إنفاق الملاليم صعب بعد الجلوس على الكرسى؟.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف