نصف الدنيا
أمل فوزى
حملة تشجع على العنف ضد المرأة
لو قلت لك أرجوك لا تنظر يمينك، مؤكد أول شيء ستفعله تلقائيا أنك ستنظر إلى اليمين أو تحاول اختلاس نظرة لتعرف ما فيه، فالعقل لا يستوعب النفي سريعا وإنما يستوعب الفعل فورا، من هذا المنطلق أختلف مع حملات مواجهة العنف ضد المرأة والتي تعتمد على تصوير المرأة وآثار الضرب على عينها مع عبارة «متسكتوش»، فتلك الحملات بدأت في أوروبا منذ سنوات ولم تنجح في القضاء على العنف ضد المرأة أو حتى تقليصه بدرجة كبيرة، برغم أن المجتمعات الأوروبية متعلمة بالكامل وعلى درجة عالية من الثقافة فما بالنا نحن بمجتمعاتنا التي يغيب عن الكثير من أبنائها التعليم والتثقيف المطلوب، قد تشجع هذه الحملة عددا محدودا من النساء بالتصريح عما يتعرضن له من عنف أسري ولكنها على الجانب الآخر واستنادا إلى أن العقل لا يعرف النفي بسهولة فإن رؤية نساء مرموقات وهن يتعرضن للضرب وصورهن معلقة في الشوارع فإنه قد يكرس العنف وربما سيجعل بعض الرجال يجدون لأنفسهم مبررا لما يفعلونه بل وقد يقولون لزوجاتهم «إذا كان اللي أحلى وأشهر منك بتنضرب يبقي انت لأ ليه»، الحقيقة أن المباشرة والوضوح في تناول وعرض بعض الأمور لا يعطي دائما نتائج إيجابية لا سيما إن كان الهدف هو تقليل نسبة العنف وليس مجرد تشجيع المرأة على الإفصاح عما تتعرض له، في رأيي المتواضع أن الحملة كانت ستكون أكثر تأثيرا لو وضعت صورا لسيدات ناجحات في كل المجالات الرياضة والسياسة والعلم والفن صورة لها وبجانبها عبارة تقول إن هذه المرأة المشهورة الناجحة تحث النساء وتقول «اتكلمي ارفضي العنف» سألت عددا من أصدقائي المتخصصين في علم النفس فأيدوا وجهة نظري بل إن الدكتور أحمد عكاشة في حواره مع الزميلة هويدا يوسف بالمجلة تطرق إلى نفس الفكرة بطريقة غير مباشرة عندما تحدث عن أن المناهج الدراسية تكرس صورة سلبية للمرأة ناهيك عن صورتها السيئة في الفن والإعلام والأفضل هو إبراز الجوانب الإيجابية، علينا أن نفكر بشكل جدي في تحسين صورة المرأة ويمكننا الاقتداء بالآية الكريمة « وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ» فمن الممكن أن نحارب الصور السلبية والمهينة التي تتعرض لها المرأة بذكر الأمور الإيجابية التي حققتها المرأة وحتى تصل النساء إلى تلك المكانة عليهن أن يرفضن القهر والجهل والعنف، إن كان رأيي صوابا فلي أجران وإن كان خطأ فلي أجر ويكفيني أنني أحاول أن أفكر خارج الصندوق والأفكار التي تأتينا معلبة من الخارج.

إرهاب بروكسل والفرص الضائعة

ينفطر قلبي في كل مرة تحدث واقعة إرهاب في أوروبا تارة بسبب الضحايا الذين لا ذنب لهم وتارة أخرى بسبب صورة العرب والمسلمين التي تزداد سوءا في الوقت الذي لم يجد اللاجئون من البلاد العربية ملاذا سوى أوروبا لتأتيها الطعنة من بعض أصحاب الفكر الشاذ الذي لا يَمت لا للإسلام ولا حتى للإنسانية بصلة، ولكنني أشعر بالضيق لسبب آخر مهم هو أننا في مصر لا نعمل على استغلال تلك الأحداث لصالحنا ونكتفي بمجرد إصدار بيان للإدانة فنحن نعاني من الإرهاب أضعاف ما تعاني منه تلك الدول ويموت لنا كل يوم عدد من أفضل شباب مصر، وكان يمكن أن نستغل تلك الأحداث بالدعوة لعمل مؤتمر عالمي في شرم الشيخ على سبيل المثال لمحاربة الإرهاب ودعوة عدد من أسر الضحايا للمؤتمر للحديث إلى العالم مع عدد من أسر ضحايانا وذلك أمام قادة العالم وخبراء الإرهاب، ولكننا للأسف لم نقم بذلك ولم نحاول حتى أن نربط مابين تلك الأحداث وما يجري لدينا واكتفينا ببيان رسمي روتيني، وتعليقات ساذجة من العامة على الفيس بوك، أعتقد أننا نحتاج لطريقة مختلفة للتعامل مع الأمور، علينا-وأقولها مرة ثانية- أن نفكر خارج الصندوق وإلا سنبقي رغم كل ما يبذل من جهود محلك سر.

نور الكلمات

«أكثر ما يخيفني في الحياة هو أن ينساني التاريخ»

ايفا بيرون
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف