الأخبار
حمدى الكنيسى
كلام من لهب ! لماذا يا أم خالد؟
لكن ام خالد ـ يا حضرات ـ ليست وحدها المذنبة، فالاعلام الذي تخبط وارتبك وسيطرت عليه اجندات مختلفة، ساهم في تشويه صورة مصر والقائها في ايدي اعدائها

لماذا يا أم خالد؟ ومن ذلك الذي استدرجك الي هذا المنزلق؟!
لماذا يامن حظي ابنك «خالد سعيد» بلقب «ايقونة ثورة يناير» بغض النظر عما تكشف من حقائق موته؟!
لماذا يا سيدتي يا من اهتم بها الاعلام، واحاط بها كل اهتمام من الكثيرين؟!
لماذا يا أم خالد تقبلين ان يستخدم بعضهم صوتك في خطاب خطير بدعوي أنه موجه الي السيدة «أم جوليو ريجيني»، لكنه في حقيقة الامر خطاب موجه ليستخدمه كل اعداء مصر المتربصين لاضعافها وتركيعها عقابا لها لانها وقفت بصلابة ووعي شعبها العريق الاصيل في وجه مخطط التمزيق والتفتيت الذي حمل عنوان «الشرق الاوسط الجديد» وهو بالتأكيد «الشرق الاوسط الامريكي الاسرائيلي» الذي يقوم علي انقاض الامة العربية جمعاء؟!
لماذا يا سيدتي «ليلي مرزوق» يا «أم خالد سعيد» تسمحين لهم باستغلال صوتك كأم حزينة في توجيه أسوأ اهانة وأخطر ادانة لبلدك الغالية بايحاء ان الشاب الايطالي «جوليو» اغتالته مصر الدولة، فتقولين لوالدته الايطالية المكلومة «انا حاسه بألمك.. ربنا يقدرك عليهم!!».
يقدرها علي من بالضبط يا أم خالد؟! هل يقدرها علي الشعب المصري الذي احتضن قضية ابنك.. ورفع اسمه عاليا بالرغم مما احاط به بعد ذلك من شبهات؟ وما هو مغزي الشكر الذي تقدمينه الي «أم جوليو» لأنها مهتمة «بقضايا التعذيب في مصر»، وتكررين الدعاء لها «ربنا يقدرك عليهم!!».
يا أم خالد.. هل كنت تعلمين ان المتآمرين المتربصين بمصر يجلسون معك، اثناء تسجيل كلمتك المسمومة ليترجموها فورا الي الايطالية والانجليزية وكل لغات العالم لتكون صيحة مدوية.. وصرخة مجلجلة.. يتلقفها اعداء الداخل والخارج مقدمين كل التبريرات لايذاء مصر.. وتأديب شعبها.. واعادتها فريسة للمخطط اياه؟.
هل كنت تعلمين ـ يا سيدتي ان اتحاد شركات السياحة الايطالية فور تسلم رسالتك اوقف الانشطة السياحية لمصر كضربة بداية لمزيد من الضربات التي تستهدف اقتصادها.
ثم هل كنت تعلمين ـ يا سيدتي ان الجهات الامنية علي اعلي مستوي بين مصر وايطاليا مازالت تعمل لاستجلاء حقيقة موت الشاب «جوليو» ولم يصدر بعد اي بيان رسمي بتفاصيل وابعاد الجريمة؟
اننا بالتأكيد نقدر مشاعرك كأم فقدت ابنها ومازالت لوعة الفراق تقض مضجعها فالأم هي الام حتي لو كانت كتلك السيدة التي قتلت بنفسها ابنها المدمن المنحرف واخذت تبكي وتلطم خديها وهي تعترف بجريمتها حزنا عليه وذهولا مما اقترفته يداها بذبحه؟! ومع ذلك فانني اسمح لنفسي بان اقول لك يا سيدتي، ان كل مشاعر الحزن والاسي التي تعتصرك لا تبرر اساءتك لبلدك واساءتك لاسم ابنك.. لقد خسرت الكثير بما فعلت، ولا ادري هل سوف يكفيك البكاء علي لبن السمعة المسكوب بيدك ويدمن حرضوك ضد بلدك؟!
ولماذا يا......
صحيح ان «أم خالد» شكلت ضربة البداية الجديدة في مؤامرة الاساءة لمصر وضرب علاقتها الوطيدة مع ايطاليا التي حملت لنا اصدق وانبل المشاعر بعد «ثورة يونيه» لكن ام خالد ـ يا حضرات ـ ليست وحدها المذنبة، فالاعلام الذي تخبط وارتبك وسيطرت عليه اجندات مختلفة، ساهم في تشويه صورة مصر والقائها في ايدي اعدائها حتي لا تستكمل مسيرتها الثورية الرائعة في ضوء «خارطة الطريق» التي استكملتها بالرغم من كل المعوقات والمؤامرات والمخططات، فالاعلام الذي يجسد للاسف همسات وفحيح الاعداء، والذي يبتلع طعم «مواقع الاتصال» المشبوهة المريبة القي هو ايضا بظلال الشكوك حول مقتل الشاب الايطالي، ثم سارع بترديد ما ارتكبته ام خالد ورفاق مؤامرة خطابها!
ولماذا يا ادارة اجهزتنا التنفيذية وفي مقدمتها هذه المرة «وزارة الداخلية» لماذا لم تسارعي بتوضيح الصعاب الضخمة التي تعترض محاولات كشف المسئولين عن الجرائم المختلفة، لماذا ـ مثلا ـ لم توضحي كيف استغرق البحث في قضية اغتيال النائب العام ـ وهي جريمة كبري بكل المقاييس ـ اكثر من عام حتي تم كشف المتورطين فيها؟.. وكان ذلك التصرف كفيلا بتهدئة وايقاف مسلسل التعجل في كشف حقائق مقتل الشاب الايطالي؟ ثم لماذا ايها السادة تركتم بعض من ينتسبون اليكم ليطلقوا تصريحات هو جاء مثل الحديث عن «عصابة قتل الاجانب» والعثور علي بعض متعلقات «جوليو» وصلتها بمقتله؟!
ولماذا لم يكن حديثكم واضحا قاطعا بان الجاني مهما كان موقعه سيلقي عقابه القانوني باسرع ما يمكن؟
لماذا؟ ولماذا؟ ويا أسفي علي كثرة «لماذا» هذه التي لا تأتي الاجابة عليها الا بطيئة متعثرة ممن بيدهم الامر، بينما تأتي سريعة مصنوعة بفكر واسلوب تآمري رهيب يضعنا في موقف الدفاع الذي يستهلك وقتنا وجهدنا علي حساب انطلاقتنا علي طريق البناء والتنمية والتقدم.
وجزي الله كل من يعرقل مسيرتنا كل شر!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف