محمد جبريل
ع البحري -حكام قطر.. والإساءة للعرب!
المثل العامي يقول: أسمع كلامك يعجبني. أشوف أمورك أستعجب.
ظني ان المثل ينطبق تماما علي سياسة حكام قطر يتحدثون عن وحدة الجسد العربي ويرعون التطرف ودعاة الانفصال. ينادون بالتحرر من الاستعمار. ويستضيفون أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط. يرفضون التآمر الذي يستهدف اقتصاديات الوطن العربي ويغزلن نسيج التآمر لتدمير مقومات الحياة الأمنية والاقتصادية والثقافية.
من عجائب السياسة الحاكمة القطرية انها تدعو إلي ضرورة احترام حقوق الإنسان. لكن سياساتها تعبر عن نقيض المعني. رشاوي الحكومة القطرية أزالت بلاتر رئيس الفيفا وأعضاء المجلس وبدلت الأوضاع في المؤسسة الكروية التي وصفت بأنها الحاكم الفعلي للعالم!
حتي يحصل حكام قطر علي مقابل المبالغ التي أنفقت لشراء الذمم فقد صممت ملاعب هائلة. حاولوا فيها تجاوز مشكلة الطقس باللجوء إلي المستحدثات العلمية والتكنولوجية التي توفر الإقامة لآلاف اللاعبين والإداريين ومشجعي الكرة من أرجاء العالم ومحاولة تعديل المناخ بتقنيات حديثة بحيث تسهل الإقامة علي زوار الدوحة أيام المونديال.
استقدمت قطر مئات الألوف من العمال ـ الرقم لمنظمات الأمم المتحدة ـ غالبيتهم من بلدان جنوب شرقي آسيا. دفع كل منهم رسماً مالياً كبيراً للخروج من وطنه والحصول علي فرصة عمل في إنشاء ملاعب الكرة القطرية. جذبتهم إليها دعوات مغرية ثم تبين للعمال زيف الدعوات سواء في المستوي الأدني للأجور أو في رداءة الطعام أو في ظروف الإقامة السيئة بالإضافة إلي السخرة التي تجبرهم علي العمل معظم ساعات اليوم لإنجاز المنشآت الرياضية قبل افتتاح المونديال.
الحملة ضد الممارسات القطرية القاسية قديمة أغضبتني ـ كمواطن ينتمي إلي الوطن الذي تعد قطر أحد أقطاره ـ تلك الممارسات. وكتبت مثلما كتب غيري درءاً للمؤامرات الاستعمارية التي لا يجتذبها إلا الجوانب السلبية في وطننا العربي. تلح عليها باعتبار ان هذا هو ما يفعله العرب في العالم.
تصورت ان حكام قطر وعوا الدرس وان العالم يتابع ممارساتهم البشعة ضد عشرات الألوف من العمال الأجانب لكن منظمة العفو الدولية طالعتنا ـ مؤخراً ـ بما يؤكد ان الجرائم مستمرة وانها تزداد اتساعا وتفاقما.
أدان المجتمع الدولي جرائم حكام قطر وهو ما يجدر بالمجتمع العربي ممثلاً في جامعته وأقطاره. أن يعبر عن رفضه لها ويتخذ من المواقف ما يدفعها إلي مراجعة تصرفاتها وان انعكاس تلك التصرفات والجرائم لا تقتصر علي إمارتهم الصغيرة بل تجاوزها إلي الوطن العربي جميعاً.