الأهرام
محمد مصطفى حافظ
ازدراء الدين ليس إبداعا
معارك يومية لفظية ومتاهات جوفاء بين مؤيد ومعارض ومجامل لأحد الفريقان داخل ساحات الاقتتال الفضائية الليلية تحت مسمي برامج "التوك شو" حول عقوبة ازدراء الدين ومطاردة المبدعين ، وخلافات من أقصي اليمين لمنتهي الشمال حول مفهوم ازدراء الدين وحدوده وبين حرية الإبداع وانطلاقه ، والمناداة بتغير القانون الذي طال عدد من الأشخاص الأدبية والدينية حني الأطفال من الديانة المسيحية ، دون التفكير بلا مبالغة عن أسباب الأزمة ومفاهيم يتفق عليها وسبل الحلول حتى يكون هناك دستورا وقانونا وعقدا اجتماعيا يحترمه الجميع بلا مراوغة بحجة الحضارة والمدنية أو المتاجرة بالتدين.
المحير في الأمر للمحايد حجم الاختلاف بين حرية العقيدة والتعبير والتأدب مع الذات الإلهية والرسل والأديان والعقائد أو مقومات التفكير السوي الهادف الي الابتكار وإعمال الفكر وبين الاحتقار لأحد رموز وثوابت الدين ونقدها أو السخرية أو الإنكار للمستقر ، ربما بأهداف براقة الألفاظ متسرطنة القصد أو العكس بسلوكيات مغلوطة تثير الفتن عديمة الإفادة الشخصية والوطنية والبشرية ، أو لقانون مكبل للفكر لأن الفكر يرد عليه بالفكر لا بالمحاكم والدعاوي ، أو انعدام صلة الأعمال الإبداعية والفنون وقانون ازدراء الأديان حيث أنها تعد رمزية مجازية لا تقصد الظواهر لها ، مشككين بين الغيرة علي الدين حباً وتقديرًا وبين سواد المناخ الديني المتطرف في تحريك الدعاوي أو من محبي الشهرة في جذب الأنظار ولهفة الفضائيات لإقامة موائد الإلهاء الليلية.
وإذا خاطبنا أصحاب العقول بهدوء بعيدا عن الصخب المثار لكلا الطرفان و الحيادية المنصفه لوجد هناك خلطا للأوراق عند الكثير بين النصوص القطعية والمسلمات بالشريعة التي لا يمكن التأويل والاجتهاد فيها خاصة في الأديان وبين المسائل الخلافية التى يحتمل الآراء حولها ، وهذا ما يسميه البعض ابداعا يستلزم مطلق حرية التعبير بل وتخطي الخطوط الحمراء وإطلاق العنان في التفكير والنقد بحجج انه يحدث ذلك بعد ثورتين بعضهم مختلف في حقيقتهما بين شعبية أو مؤامرة ، ويطلبون بإلغاء المواد الخاصة بازدراء الأديان من قانون العقوبات ، والغريب أن من هؤلاء من ثار منهم لرسم كاريكاتيري مسئ في صحف اجنبية ماسا للذات الإلهية سبحانه وتعالي أو للإسلام والرسول الحبيب عليه الصلاة والسلام ثم الآن نجدهم في خندق السكوت والدفاع عن مس العقيدة الاسلامية أو أحد شعائرها باسم الإبداع وحرية التعبير .
إن من صفات المبدع النضج الفكري والمنهج المعرفي لنفع البشرية لا إشعال الخلافات وتأجيج المشاعر .. إن كان شاطئ الإبداع واجب احترامه لكن التبحر في أعماق الدين والتطاول علي رموزه غير مقبول فالقانون ينقذه ، وازدراء الدين لم يكن يوما إبداعا ومنعه لم يكن ساعة حرية للتعبير ، وليتذكر الجميع الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها .. " من يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" صدق رسول الله .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف