عرفت د. جلال السعيد محافظا للقاهرة قبل أن يصبح وزيرا للنقل.. وهى ليست المرة الأولى التى يتولى فيها هذه
الوزارة.. هو يعلم «بلاويها».. ويعلم الفساد الذى يضرب فيها.. ويعلم لماذا قرر جهاز الخدمة المدنية بتوجيه من الرئيس أن يتولى مهمة إنجاز آلاف الكيلومترات من الطرق الجديدة.. ويعلم أن فى هذا القطاع الكل «بيلبس طاقيته» للآخرين إلى أن تنتهى المقاولة على مقاول صغير لا يلتزم بالمواصفات القياسية لتصبح لدينا منظومة فساد طويلة ورائحتها تزكم الأنوف.. ونتيجتها نراها فى رداءة مستوى الطرق التى نسير عليها.. ويعلم د. السعيد الذى حصل على الدكتوراه من كندا ماذا تعنى المواصفات القياسية للطرق فى شمال أمريكا، وإذا كانت المناصب قد أبعدته بعض الشيء عن العلم فليسأل عالم الطرق المصرى فى جامعة كارلتون البروفيسور حليم عبد الحليم ابن مصر البار وأحد أكبر علمائها هناك عن أكبر اختراع قدمه لرصف الطرق فى شمال أمريكا.. وسوف أضرب لك مثلا على الفجر فى عدم الالتزام ممثلا فى كوبرى قصر النيل الذى تم رصفه ولا أسوأ من أى كوبرى فى الأرياف.. السيارة تتقافز فوقه.. والفواصل ترج السيارات رجا.. ثم فوجئت بكشط الأسفلت وإعادة رصفه مرة أخرى بعد الانتهاء منه بيومين. نموذج آخر دمر آلآلاف من أجود الأفدنة فى قلب الدلتا.. الطريق الدولى الذى يخترق الشرقية والدقهلية وصولا إلى دمياط.. الحكومة تتآمر على الشعب بشق هذا الطريق.. والله عندما رأيت الأرض المهدرة بسببه أدمى قلبى.. أما كان من الممكن تفادى الدلتا والاراضى الزراعية ونحن فى أمس الحاجة إلى فدان من الاراضى الخصبة.. انتظر لترى تدمير الاراضى الزراعية حوله قريبا . كوبرى ميت غمر العلوى الذى انتهى فى زمن قياسى.. اذهب لتعاين رصفه الآن .. يحتاج إلى رصف جديد ولن أحدثك عن انهيار كوبرى طريق المحلة - كفر الشيخ قبل تسلمه . لن أحدثك عما يحدث فى الموانئ التى تتبع وزارتك.. ماذا ستفعل يا دكتور مصطفى فى كل هذا الفساد ؟ .