علاء عريبى
رؤى- السيسى ودولة «ماتى» الإسرائيلي
نشرت جريدة القدس العربى التى تصدر فى العاصمة البريطانية لندن فى عدد الثلاثاء الماضي، مقالا لضابط مخابرات إسرائيلى على قدر كبير من الطرافة، المقال نشر فى موقع «نيوزون» الإخبارى، ونقلته «الجزيرة نت» عن الموقع، وقامت وكالة «معا» بنشره عن الجزيرة، المقال لضابط سابق بالاستخبارات العسكرية يدعى «ماتي ديفيد»، زعم فى المقال أن الرئيس السيسي عرض على الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطة لإقامة دولة فلسطينية في سيناء، كيف؟، بنقل مساحة 1600 كيلومتر مربع من أرض سيناء إلى السلطة الفلسطينية.
وادعى «ماتى» أن حل الدولتين آخذ في التراجع، وان الفلسطينيين أصبحوا على قناعة بان حل الدولتين بات غير ممكن التطبيق وغير عملي، وأشار إلى أن خطة السيسي تقضي بتوسيع القطاع الساحلي عدة كيلومترات، وهو ما سيسفر عن تكبير مساحة قطاع غزة إلى خمسة أضعاف ما هي عليه اليوم، ويُستقدم إلى هذه الدولة اللاجئون الفلسطينيون من مخيمات لبنان وسوريا.
ووفق مزاعم ديفيد فإن السلطة الفلسطينية ستحصل على حكم ذاتي في المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، مقابل أن يتنازل عباس عن مطالبته إسرائيل بالعودة إلى حدود عام 1967، وحق العودة للاجئين، وادعى أن الأمريكيين موجودون في صلب النقاش حول هذه الخطة، وبنيامين نتنياهو حصل على تفاصيلها.
وذكر «ماتى» في المقال ذاته خطة أخرى للجنرال غيورا آيلند الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي والرئيس السابق لقسم التخطيط في الجيش، وهو أحد أصحاب العقول الاستراتيجية في إسرائيل، تقضي باعتبارها بديلا عن حل الدولتين.
وتقضي خطة «آيلند» التي نشرها مركز بيجن – السادات للدراسات الاستراتيجية في جامعة بار إيلان – بإجراء تبادل أراض بين عدة أطراف منخرطة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بحيث تقوم مصر بنقل ما مساحته 720 كيلومترا من أراضي سيناء إلى الفلسطينيين، بما فيها 24 كيلومترا على طول ساحل البحر المتوسط، وهو ما سيضاعف مساحة قطاع غزة إلى ثلاثة أضعاف، وهذه المساحة تساوي 12٪ من مساحة الضفة الغربية.
وتذكر هذه الخطة أنه مقابل ذلك، سيتنازل الفلسطينيون لإسرائيل عما مساحته 12٪ من مساحة الضفة الغربية، على أن تحصّل مصر من إسرائيل على مساحة 720 كيلو مترا من أراضي صحراء النقب».
إلى هنا انتهى ملخص المقال الذى نشرته القدس العربى فى عددها أمس الأول. صحيح أن الجريدة استخدمت مفردات زعم، وادعى، لكن السؤال: لماذا فكرت فى نشر هذه التفاهات؟، هل لتشويه صورة السيسى؟، هل لأن إدارتها تتبنى فكرة ماتى؟، هل نشر مقال ماتى بتمويل قطري؟، مهما كانت الدوافع التي لا نشكك أبدا فى سوء مقصدها، إلا أنه كان أمام الجريدة أن تشير للمقال فى خبر صغير، دون أن تفرد له كل هذه المساحة.