الأهرام
مرسى عطا الله
بين الأدب والسياسة!
لم أجد شيئا أكتبه عن هذا الكتاب أفضل مما كتبه الأستاذ السيد يس الذى كتب مقدمة رائعة تليق بمضمون ما نجح الدكتور محسن عبد الخالق فى رصده على امتداد صفحات كتابه المتميز «النقد الأدبى فى صحيفة الأهرام»
والذى يغطى فترة ذهبية من عمر الأهرام تمتد ما بين عامى 1960 و1980 كانت خلالها صفحات الأهرام الأدبية هى قبلة ومزار كل المثقفين والنقاد المصريين والعرب على حد سواء وقد وصفها السيد يس بأنها حقبة تاريخية بالغة الخصوبة فى تاريخ مصر المعاصر.

الكتاب كما وصفه صاحب التقديم يتفق مع مسلمات «علم اجتماع المعرفة» والذى يقرر أنه لا يمكن تحليل أى نص إلا بربطه بسياقه التاريخى والمعرفى ولذلك يقرر المؤلف أن من بين العوامل التى حدت إلى اختيار صحيفة «الأهرام» فى هذه الفترة أنها من أخصب فترات وجودنا الثقافى والفكرى والأدبى حيوية وتحفزا وتقلبا.

ويحدد محسن عبد الخالق فى كتابه التطورات السياسية الكبرى التى حدثت فى هذه الحقبة وانعكاساتها المباشرة وغير المباشرة على الإنتاج الأدبي.

ومع أن الكتاب يبدو من عنوانه كتابا نوعيا هدفه إجراء قراءة شاملة فى جوانب النقد الأدبى على صفحات الأهرام إلا أن الأستاذ السيد يس يرى أن الكتاب يقدم تحليلا وتقويما للخلفية الفكرية والسياسية والأدبية والاجتماعية والصحفية فى مصر منذ الستينيات الأمر الذى يمكن معه القول بأنه يقدم حياة صحيفة ضمن مسيرة حياة مجتمع بأسره وذلك ــ فى اعتقادى أمر يؤكد عمق العلاقة التاريخية بين الصحافة والسياسة.

والذين يعرفون السيد يس يدركون أنه ناقد موضوعى لا يجامل ولا يحابى أحدا على حساب الحقيقة ومن هنا تجيء أهمية شهادته بأن كتاب محسن عبد الخالق أشبه ما يكون بخريطة معرفية متكاملة للحركة الأدبية فى مصر مما يؤكد الحاجة إلى مسح أدبى شامل لحقبة بكاملها وهذا ما فعله المؤلف النابه الذى استطاع بجهده وكفاءته أن يفرض نفسه منذ سنوات ككاتب متميز رشيق الكلمة على صفحات الأهرام رغم أنه أمضى سنوات عمره فى خدمة المؤسسة كأحد خبراء الإدارة والإعلانات المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة.

ولأن المؤلف ابن الأهرام وكاتب التقديم هو أحد أهم أعمدة الأهرام فليس عندى ما أقوله درءاً لشبهة التعصب لكل ما هو «أهرامي»... سوى أننى أتعصب فقط للحقيقة وتلك تهمة لا أنفيها وشرف لا أدعيه!

خير الكلام:

<< الناس فى سجن ما لم يتمازحوا !
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف