الأخبار
الشيخ صالح كامل
كوامل- كم يحب الملك سلمان مصر
وكم نطمح أيها الملك الجليل أن نشهدَ في عهدك الزاهر وعهد الرئيس الظافر، انطلاقة هذا التكامل، خاصةً أن الله قد أنعم علي البلدين معاً بكل خصائص الازدهار والنماء والإعمار

ما أروعها من مناسبةٍ عزيزةٍ غالية، حين أُرحّبُ بقَائدي ومَليكي، سلمان بن عبد العزيز خادمُ الحرمين الشريفين، ملكُ المملكة العربية السعودية، وأنا في وطني الثاني جمهورية مصر العربية، وكم أفخر أن أكون سعودي العشقِ، مصري الهوي.. وكم أفخر وأنا أرحب بالملك سلمان وهو في مصر اليوم وأنا أُدركُ بكل أمانةٍ وأعلمُ بكل صدق، حجم الفرحة التي تعمّ كلَ الأوساطِ المصرية سيما تلك التي أُخالِطُها عن قرب وهم أفرادٌ وشخصيات مختلفةٌ في الثقافة والفكر ومتوزعة ما بين ميسورةٍ ومستورةٍ، متنوعة في الميولِ والأهواء.. ولكنها جميعها متفقة علي أن زيارة العاهل السعودي لمصرَ ورئيسها البطل عبد الفتاح السيسي، زيارةٌ تختلفُ عن كل زياراتِ القادة والزعماء إلي هذا البلد الكريم العزيز.. فلقد أمسي معروفاً ومفهوماً للقاصي والداني.. أن اللقاءات السعودية المصرية، عادةً، وعلي مستوي الزعماء خاصةً، لا يعقبها إلا الخير، ويسبقها دائماً الكثير من التفاؤل والأمل، وهو شعورٌ مبرر وإحساس سائد، منذ عهد المغفور له الملك عبد العزيز مؤسس الدولة السعودية الحديثة - يرحمه الله.
ومثلما أنا محبٌ لمصر فإني أعلم كم يحب الملك سلمان مصر، ولا أذيع سراً حين أقول، إنك يا خادم الحرمين مَن زادَ حبّي لها توطيداً وتمكيناً، وأعرف بحكم قربي منك أن حُبك لمِصر نابعٌ من فكرك وثقافتك الشخصية، فقد نهلتَ من ثقافة مصر، وتابعت عبر صحفها كل الشأن العربي، يوم لم تكن في العالم العربي صحف، ولقد كان برفقتك الكريمة كثيرٌ من مفكري مصر ومثقفيها، وأعلم والتاريخ يشهد أنك تحبها لدرجة الفداء، يوم تطوعت مع نفرٍ من أشقائكَ الأوفياء البررة للتدريب العسكري دفاعاً عن مصر، إبان العدوان الثلاثي في سنة 1956 م..
وأعرف أيها الملك المهاب، أن حبك هذا ليس نابعا فقط إمتثالاً لأمرِ المصطفي عليه الصلاة والسلام حين أمرنا : ( استوصوا بأهل مصر خيراً فإن لهم ذمّةً وصهراً)، وأعلم أن لوصية والدكم المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز، أثرٌ مؤكدٌ في إلتزام أبنائه البررة، كلِّ أبنائه، بهذا الحب وهذا الحرص علي إبقاءِ كل جسور الدعم والتأييد بين البلدين ممدودةً ودائمة الاتصال. فقد كان يرحمه الله يقول : « إن مصر والمملكة العربية السعودية هما جنَاحا هذه الأمة، لا تعلو ولا ترتفع بإذن الله إلا بهما».
وتأكيداً لكل هذه المبادئ والقيم بقي الجسدان ينبضان بقلب واحد.. في كلِ الأوقاتِ وعند كل الظروف.. وحينما منّ الله علي مصر في الثلاثين من يونيه، بأن سخّر لها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لكي تستعيد مصر المخطوفة، تلبيةً لنداء شعبِ المحروسة.. وسخَّر الله المملكة العربية السعودية بقياداتها، فأيدت في ذات اليوم ثورة المصريين، فقامت بما يجب عليها علي المستوي الدولي والعربي والإسلامي سياسياً واقتصادياً..
وها أنت هنا اليوم يا خادم الحرمين الشريفين امتثالاً لأمر النبي عليه الصلاة والسلام، ولوصية والدك يرحمه الله، وتلبيةً لنداء قلبك المُحب لأرض المحبة والسلام.. واسأل الله أن يتحقق كما هو مأمول مع مقدمك الميمون، وتواصلاً لدعمك المتواصل لمصر، مشروع التكامل الاقتصادي بين وطنك هنا وهناك.
فقد وجهت رجال الأعمال السعوديين وفي كل مجال، بتوسيع دائرة الاستثمار في مصر، ووجهت بتقديم كل عون لنا في هذا الشأن، رغبةً منك في رؤية ثمار هذا التعاون.. وكم نطمح أيها الملك الجليل أن نشهدَ في عهدك الزاهر وعهد الرئيس الظافر، انطلاقة هذا التكامل، خاصةً أن الله قد أنعم علي البلدين معاً بكل خصائص الازدهار والنماء والإعمار، فهنا في مصر التي ترحب بك كلها، الأرض الخصبة والأيدي الماهرة، وجحافلٌ من العقول النيرة تماماً كما في المملكة التي أنعم الله عليها بثروات الأرض كلها بالإضافة إلي بعض الصناعات المتقدمة..
وعلّ الله وزع الخيرات علي هذا النحو والمنوال ليكون كل ذلك نواةً للسوق العربية والإسلامية، والتي نادت بها المملكة العربية السعودية في عهد الملك فيصل يرحمه الله في الستينات الميلادية، خاصةً وقد أنعم الله علي البلدين، خلافاً للنعم المادية، نعماً معنوية وروحية، ستزيد بإذن الله من تفعيل هذا الأمل وستقوّي بعون الله عزائم البدء والعمل.
لقد أثبتت لنا الأحداث جميعها.. شمالاً وجنوباً، وفي الشرق والغرب، أننا في المملكة ومصر القلب والحب، وأن في تقاربنا الأصيل عزة للحق والدين، وقوة للعرب والمسلمين، وأمان للناس أجمعين. لقد ظل الواهمون يراهنون ويخسرون، وينتظرون طيفَ خِلاف يجول في أحلامهم المريضة.. ولكن بفضل الله، ما كانت الأيام والحقائق إلا لتزيد من تلاحم المملكة ومصر قيادةً وقوة، وتقارب المصريين والسعوديين تضامناً وأخوة.
أهلاً ومرحباً يا خادم الحرمين بك وصحبك الكرام في مصر الكنانة والعزّة والسلام.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف