المساء
كاريمان حرك
أوتار
* نجحت دار الأوبرا في إحياء ذكري عبدالحليم حافظ من خلال الفنان محمد ثروت الذي أحسن اختيار برنامجه وجاء ثريا وقدم أغاني لحليم غير متداولة في فرق الموسيقي العربية كما قدم تتر المسلسل الوحيد الذي مثل فيه عبدالحليم للإذاعة "أرجوك لا تفهمني بسرعة" والذي يمثل اكتشافا ويتم أداؤه للمرة الأولي أيضا.. هذا من ناحية البرنامج أما من حيث الأداء فكان متميزا جدا حافظا لتفاصيل اللحن وللكلمات ليس مثل معظم النجوم الذين يضعون مدونات الكلمات أمامهم وكأنهم في بروفة.
لقد غني بسلاسة وتفاعل معه الجمهور الذي ازدحمت به الصالة انفعالا كبيرا وهذا يعني أن الحفل نجح فنيا وجماهيريا وهذا ما يعنينا ولكن هذا الحفل من حيث الشكل العام جاء مثل معظم حفلات الموسيقي العربية والتي لديها جمهور بمواصفات خاصة مثل الحديث مع المطرب ومنادته باسمه ومثل التعبير عن الفرح بالزغاريد ومثل التصفيق مع الأغاني وهذه طبيعة جمهور ولا تنتقص من الأوبرا في شيء بل تعبر عن سعادته بالأغاني وخاصة أن درجة تذوقهم عالية ولا يصفقون إلا للأداء الجيد.. كما أن ثروت هنا تعرض لاختبار اجتازه بنجاح حيث انه من الصعب ان يقبل مطرب ان يقتصر حفله علي أغاني غيره رغم ان له أغانيه الخاصة ولهذا رأي أن الحفل كان هدية جميلة لعشاق حليم ووفقت د. إيناس عبدالدايم وجيهان مرسي في اختيار ثروت لهذه المناسبة خاصة لم نره منذ فترة طويلة إلا في الغناء الديني فقط.
لكن كان واضحا انه لم يكن هناك انسجام بين ثروت وقائد الحفل بدليل ان المايسترو حاول أن ينهي الحفل قبل أن يكتمل البرنامج واعطي الأمر للعازفين بالوقوف واضيئت الصالة ثم جلسوا بناء علي طلب ثروت ليكمل البرنامج وقدم لنا كوبليهين من قصيدة قارئة الفنجان كانت سوف تصبح خسارة إن لم نسمعهما حيث جاء اداؤهما رائعا وخير ختام لهذا الحفل.
مهرجان الفلكلور الذي أقيم في دمنهور والذي ينمو ويتطور مع كل دورة نقطة بيضاء سوف تحسب للدكتورة إيناس عبدالدايم ولصاحب الفكرة محمد ظريف النموذج المحترم للمسئول المثقف والواعي بهويتنا المصرية.. ولكن هناك رجاء أن يتم الاتفاق مع بعض الفرق لتقديم عروضها في القاهرة اسوة بما كان يحدث في مهرجان الإسماعيلية وما يحدث سنويا في مهرجان القلعة ليتمكن جمهور العاصمة من متابعة هذا النشاط والتعرف علي فنون الشعوب الأخري كما أن هناك تساؤلا: لماذا لا يقام مهرجان لفنوننا المصرية الشعبية في المسرح المكشوف ويتم استضافة فرق الأقاليم ولقد حدث هذا بالفعل في تسعينيات القرن الماضي وكانت فرصة لنا للتعرف علي تراثنا المتنوع وعلي الجهود التي تقام للحفاظ عليه ونحن مازلنا في حاجة للتعرف علي هذا التراث ونتمني أن يسبق العروض ندوات علمية من متخصصين حتي يتعرف جمهور العاصمة بهذا التراث المعبر الحقيقي عن هويتنا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف