لو فتحت باب السيارة ونزلت منها سأتعرض لإهانة لا شك فيها فعلي يميني صفان من الميكروباص بسائقيهم.. الذين يحملون طباعا طغت علي ملامحهم. فما من طيبة ولا أثر ينبيء بأي محاولة تفاهم.. فالعين خاصمت الحاجب فارتفع ذعرا واللسان لا يتفق مع الأسنان ليخرج الألفاظ كالنار التي تشوي سموم.
وأنا أحاول المرور من الشارع الذي يتسع لأربع سيارات وكما قلنا حجز الميكروباص مكانين دون وجه حق. وللتوك توك الذي يمر صف ثالث اعتبارا.. فهم لا يلتزمون.. يمرون يمينا ويسارا ينتشرون دون أي وعي بطريق ذهاب أو عودة كحشرات سوداء تم رشها فهاجت في المكان تجري علي غير هدي. فداخل الميكروباص بلطجي مدرب.. وفي التوك توك طفل شارد.. وعلي الجانب الآخر من الطريق سيارة ملاكي بها صاحبها ينتظر في غير مكان انتظار. ورأيت فيه منفذي الوحيد للمرور. أشرت إليه بالتحرك لأستطيع المرور. فأشار إلي الميكروباص انه السبب في سد الطريق. وأحيانا تجد نفسك مضطرا لما ليس من طبعك. أنا تحت بيتي ولا أستطيع الوصول للباب.. اليوم كان طويلا وشاقا ومن حقي.. أروح بيتنا نزلت وتركت السيارة تقفل الباقي من الشارع..وبعد كوب من العصير أخذت القي باللوم علي نفسي كيف استطاعت البلطجة أن تنال مني.. وبررت الموقف فلا أريد جلد الذات. فلست المذنبة.. لماذا لا تنظم الدولة هسيتريا التوك توك.. كيف تسير عربات غير مرخصة لا نعرف عن سائقها أي شيء. لذا فهو غير ملتزم بأي مبدأ ولا يقع تحت طائلة قانون. ثم كيف نترك مملكة الميكروباص تعيث في الطرق فسادا.
كيف يتفاهم أي صاحب منطق أو ثقافة وعلم أو أي مباديء.. مع فئة لا يجوز ومن غير الممكن معها أي تفاهم.
نعم هم يأكلون عيشاً.. لكن نواتج إخراجهم تصيبنا بالأذي.
من حقهم الحياة.. ومن حق مجتمع يريد أن يبني نفسه ويعلم صغاره ألايتعرض له هؤلاء.
فكرة
لماذا لا نأخذ أطفال الشوارع وكل الفئات الضالة.. إلي صحراء بلادنا نفتح مدارس خاصة بهم ليتعلموا أقل القليل من مباديء النظافة.. احترام الآخر.. بعض الأخلاق. ومساجد وكنائس دينها معاملة وحسن خلق.. وتدريجيا تمتد أرضهم لتصل بأرضنا فتتجانس.. بعد أن نعطي الفرصة لأصحاب الأخلاق أن يعيشوا بأخلاقهم دون ضغوط ممن يخرجونهم من.. أصولهم.
بالمناسبة تعمل القوات المسلحة في إنشاء كوبري.. والعمل يجري بجدية شديدة.. فكل صباح أنظر من نافذتي فأجد الجديد لكن حتي ينتهوا من أعمالهم لابد من أعمال مساعدة.. فعلي كورنيش النيل أغاخان تحول المكان إلي عشوائيات بسبب الكوبري.. فهنا "نصبة" شاي.. وبائع بطاطا. وطوابير من الميكروباص اتخذت لها موقفا ونحن السكان لا باب مفتوح لنا لدخول أو خروج.. لابد من شرطة مرور تكمل عملا وتفتح طريقا.
وكمان
في واجهة البرج مكتب تم تأجيره لساكن فحوله إلي شقة أتي بأهله كلهم ولأنه خايف عليهم من العين. أغلق شباك المكتب الذي هو واجهة البرج بالطوب الأحمر وبعض الكراتين والجرايد. مستأجر المكتب له صالة ديسكو في مبني مجاور. يعني لو عذرنا أصحاب التوك توك للاحتياج. فلن نعذره.
ذهب السكان بالشكوي من ساكن المكتب صاحب "البوب" الذي تحول بقدرة قادر إلي شقة إلي رئيس حي الساحل اللواء محمد عبدالجليل لم يتحرك أحد.. واضح أن الكبير.. كبير ومتمكن ومتحكم..والأمر خطير.. ومحتاج وزيراً.