الجمهورية
بسيونى الحلوانى
لوجه الله .. متي يعيد وزير الأوقاف الحق لأصحابه؟!
مصيبتنا في مصر اننا لا نعرف الانصاف في التعامل مع جهود السابقين وانجازاتهم فكل مسئول يأتي حاملا معاول الهدم لكل انجازات سابقيه ومن يفشل في تشويه ما أنجزه السابقون يسطو عليه ويقتنصه لنفسه ليضيفه إلي انجازته وإذا كان هذا يحدث من مسئولين في وزارات وهيئات ومؤسسات لا تعرف قيم العدل والانصاف والصدق مع النفس وفي التعامل مع الآخرين فلا ينبغي ان يحدث هذا في مؤسسات دينية واجبها نشر القيم الأخلاقية بين الناس وتعليمهم أهمية وقيمة ان يكون الانسان منصفا وموضوعيا ونزيها ومعترفا بفضل من سبقوه خاصة من عمل منهم باخلاص وانجز بكفاءة وكان أمينا علي المال العام رافضا لكل صور الفساد والواسطة والمحسوبية.
***
ادعو وزير الأوقاف د.محمد مختار جمعة وهو عالم فاضل نكن له كل الاحترام والتقدير إلي المسارعة بإعادة الحق لأصحابه وتصحيح الأخطاء التي وقع فيها المسئولون في المجلس الأعلي للشئون الإسلامية عندما رفعوا اسم وزير الأوقاف الاسبق د.محمود حمدي زقزوق من علي موسوعة الحضارة الإسلامية وقدموها علي انها انجاز جديد مع انها قدمت من قبل عام 2005 وهو سلوك لا يليق ان يصدر عن مؤسسة تحمل اسم "المجلس الأعلي للشئون الاسلامية" الذي يعمل تحت ولاية واشراف ورئاسة وزير الأوقاف.
لا ينبغي قبول هذا التصرف أو تبريره من جانب الأمين العام للمجلس بعبارة "جري العرف علي ذلك" لأن العرف لو كان ظالما ومهدرا لحقوق الآخرين يجب اعدامه في بهو المجلس أو طرده من دهاليز الأوقاف كما لا يجوز الاستناد إلي تصرف أمين عام المجلس الإخواني لأننا أدنا سلوك الاخوان وجرأتهم في السطو علي جهود الآخرين بعد أن جعلوا رئيسهم المعزول محمد مرسي بطلا لحرب أكتوبر وكتبوا له لافتات تهنئة بذلك.
***
لقد تعلمنا من علماء الأزهر ودعاته الأفاضل ان الانصاف واحترام حقوق الآخرين واسناد الفضل لأصحابه من قيم الإسلام العظيمة التي ينبغي أن نبذل كل الجهد لنشرها بين الناس خاصة الشباب الذي يبحث عن القدوة والمثل في سلوك العلماء لكي يتخلق بأخلاقهم ويسير علي هداهم ويعمل بنصائحهم وتوجيهاتهم الاسلامية وما يرشدون إليه ويحثون عليه من قيم وأخلاق وفضائل.
والنزاهة والشفافية واحترام حقوق الآخرين التي يدعوإليها العلماء الأفاضل يجب أن تتجسد أولا في سلوكهم مع بعضهم البعض فلا يسطو أحد منهم علي جهد زميل له ولا يحاول ان يهدره حقه أو يتقرب إلي مسئول علي حسابه لأن هذا السلوك يضعف الثقة في العلماء ويعطي الفرصة للمتربصين بهم للنيل من نزاهتهم.. خاصة في هذا الوقت الذي تجرأ فيه الكثيرون علي علماء ودعاة الإسلام.
***
ما يضاعف ثقتي من ان وزير الأوقاف سيصحح الخطأ سريعا ويأمر برفع اسمه من فوق موسوعة علمية انتجت قبل توليه المسئولية بسنوات ويعنف من فعل هذا ان د.جمعة يهتم كثيرا بالجوانب الأخلاقية للعالم والداعية ولا يمر أسبوع دون ان يكتب في صحيفة أو علي صفحته الالكترونية عن الأخلاق الكريمة والنبيلة التي يجب ان يتحلي بها المسلم وعالم معني بالأخلاق لن يقبل أن ينسب إليه عمل انجزه آخرون.
ما يؤكد ان وزير الأوقاف سيفي بما وعد بتصحيحه ان د.زقزوق مصر علي استرداد حقه ولو بحكم القانون كما نشرت مواقع خبرية نقلا عنه وقد يتحدث عن ذلك في الجزء الثالث من مذكراته الشخصية التي يكتبها الآن ولذلك لا يستحق الأمر شوشرة علي الوزارة خاصة وانها مستهدفة من مليشيات الاخوان الذين ملأوا الدنيا ضجيجا علي المواقع الاخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي وحاولوا من خلال واقعة رفع اسم د.زقزوق تشويه صورة الوزارة التي نشهد لها بتطهير كثير من المساجد من العناصر المتطرفة.
لا اعتقد ان اسم د.جمعة علي موسوعة انتجت وطبعت ووزعت قبل قدومه إلي الوزارة بسنوات أمر يسعده ويضيف إليه جديدا خاصة ان لديه الفرصة لانتاج موسوعات مماثلة واضافة الجديد فعلا إلي جهود الوزراء السابقين.
***
لقد تولي مسئولية وزارة الأوقاف علماء أفاضل كانوا علامات بارزة في الأزهر الشريف وهؤلاء الوزراء ينبغي ان تشرف بهم الوزارة في كل وقت وان تستفيد منهم ومن علمهم وخبراتهم الطويلة ما داموا علي قيد الحياة فلن يكن هؤلاء وزراء داخلية في عصر الفساد لكي تتبرأ منهم الوزارة وان تنساهم وتمحي آثارهم.
بعض هؤلاء العلماء يحتفي بهم الأزهر وهم محل ثقة وتقدير من كل القيادات الأزهرية كما انهم عناصر بارزة في هيئة كبار العلماء ولذلك من الواجب ان تحتفي بهم الأوقاف وان يستفيد منهم الوزير.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف