عباس الطرابيلى
هموم مصرية .. سياحة الملاليم.. سياحة أونطة!
السياحة أنواع.. شاطئية.. ثقافية.. دينية.. علاجية.. ترفيهية.. وأيضاً شرائية. ففي فرنسا مثلاً ـ وعلي نفس الطريق تمضي امارة دبي ـ نجد أفضل سياحة للشراء.. الشوبنج. وطبعاً لا نلغي هنا ما يسعي السائح إلي رؤيته في فرنسا بالذات..
وتنعم مصر بنسبة هائلة من معظم أنواع السياحة، هذه.. ولكننا للأسف نجري وراء «عدد الليالي» ولا نبحث عن معدل الإنفاق المالي.. وهذه وتلك يفهمها خبراء السياحة. أقصد أننا نعتمد علي حكاية السياحة الجماعية وكم سائحاً يأتي إلينا.. دون أن نجري وراء العائد.. فالسائح العربي مثلاً يفضل السياحة الترفيهية.. وهو أكثر من يشتري من المنتجات المصرية.. أما غيرهم من السياح فإنهم يأتون إلينا في »أفواج» تتفق الشركات الأجنبية معهم من خلال باقة واحدة. يعني يدفع مبلغاً واحداً محدداً مقابل كل شيء: التذاكر والإقامة والتنقلات وحتي رسوم دخول المعابد والمتاحف وبذلك هذا السائح لا يشتري حتي زجاجة مياه!! وان اشتري شيئاً فهو مجرد عدة أوراق من البردي وبعض التذكارات المقلدة للتماثيل أو الأطباق والمشغولات الفضية.. لا أكثر. فهل هذا السائح نلهث وراءه؟!
<< والسائح العربي ـ الذي يأتي مع أسرته كلها ـ يستأجر الشقق والفيلات والشاليهات في مناطق معروفة، حول بعض المناطق السياحية الترفيهية.. وهو الأكثر إنفاقاً للمال.. أي يشتري علي عكس السائح الأجنبي تماماً..
والمؤلم أن سائح الجماعات يكاد لا يدفع.. بل ربما ينام في الفندق ذي النجوم الخمس بعشرين دولاراً لليلة!! وينعم بالطعام والشراب والخدمة المتكاملة.. وهذه الخدمة إذا طلبها المواطن المصري يدفع مقابلها مئات الجنيهات.. والطريف أن بعض الفنادق يرفض السائح أو الزائر المصري بحجة سلوكيات المصريين في حكاية البوفيه المفتوح!!
<< وأتعجب من بكائيات المصريين علي توقف السياح الروس وأيضاً السياح الانجليز والأمريكان. وكلهم ـ بلا استثناء ـ من سياح المجموعات التي تتعاقد شركاتهم.. بأبخس الأسعار.. بل إن ربح هذه الشركات يزيد كثيراً علي ربح مصر من هذه السياحة..
وأقول هنا: لماذا لا نستغل فترة الانكسار السياحي الحالية ونقوم بتغيير شروطنا السياحية ونمط السياح إلينا.. بل هل يمكن أن تقوم شركات مصرية للسياحة بغزو الأسواق موردة المجموعات السياحية إلينا.. ليس من باب منافسة الشركات الأجنبية هناك، وأخشي أن نتقدم بأسعار تنافسية هناك.. فنكون من الخاسرين.
<< والهدف هو محاولة غزو أسواق دول أخري لجذب سياحها.. من الصين وكوريا. والملايو وكامبوديا وتايلاند. وأستراليا. هذا في الشرق.. وعندنا أسواق أمريكا الوسطي وأمريكا الجنوبية. وبالذات: البرازيل والأرجنتين وشيلي وهي الدول الأغني.. أي لابد من غزو هذه الأسواق الجديدة ولكن ليس بنفس عقلية «الأفواج الجماعية» بالملاليم.. وليس من منطق الحساب بعدد الليالي.. ولكن بما ينفق كل سائح..
<< وأن نتوسع ـ من الآن ـ في توفير الشقق الفندقية التي يفضلها السائح العربي ـ والخليجي بالذات ـ طلباً للخصوصية سواء في المدن التي يفضلها هذا السائح.. أو في المناطق الشاطئية والمنتجعات الجديدة. فالسائح الخليجي هو الأكثر إنفاقاً.. والأكثر شراء ويحتاج إلي أسلوب خاص للتعامل معه.. أي بالإكثار من العنصر النسائي في هذه الخدمة.. حتي في المحلات.. وأيضاً في خدمة هذه الشقق الفندقية.. وحتي الشرطة النسائية لحماية خصوصية السائح الخليجي وأسرته.
<< مطلوب تغيير نمط السائح الذي يزورنا.. حتي ننجح في زيادة عائد السياحة إلي بلادنا.. وتعلموا مثلاً من تونس والمغرب وتايلاند والملايو.. وهى نجوم السياحة العالمية الآن.