رضا الشناوى
علي نار هادية .. مطلوب متحف لعباقرة الزمن الجميل في الثقافة والفن والأدب
دائما ما يرتقي الإنسان بفكره وقيمه.. فالفكر يكبر وينضج ويصبح إبداعاً يصل بصاحبه إلي أعلي درجات السمو رغم أننا في عالم متغير وذي إيقاع سريع في أحداثه.. ولكن كل نسيجه لا يزال يحفر بحثا عن دور الثقافة والفنون والآداب لكونها وحدها هي التي تحيي الآمال، وتبرز منجزات الرموز.. وما يحزنني في هذا الإطار أن ثقافة الفضائيات مازالت هابطة وغائبة عن العطاء الفكري الأصيل.. وبالتالي شجعت علي انتشار الكسل الثقافي والفني.. لذلك لا نجد غرابة في تراجع غالبية فروع ثقافتنا وفنوننا.. وأود التوقف عند رصد حقيقي لمبدعين عظماء في كل المجالات رحلوا عنا ولا يمكن أن ننساهم ومنهم في التمثيل علي سبيل المثال لا الحصر عمر الشريف ـ فاتن حمامة ـ نور الشريف ـ ومن الأدباء طه حسين ـ العقاد ـ توفيق الحكيم ـ إحسان عبد القدوس ـ أسامة أنور عكاشة ـ محمد صفاء عامر ـ وفي الإخراج المبدع الراحل سعيد مرزوق.. وعمالقة زمن الغناء الجميل ومنهم أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب وجميعهم شكلوا حالة استثنائية لم تتكرر عبر سنوات طويلة، والغريب أنه وسط زخم هذا الفن الراقي نفاجأ مثلا بالمطربة شيرين تعلن اعتزالها الفن بدون إبداء الأسباب بعد أن أخذت منه الكثير ـ والغريب أنها تراجعت بعد يومين.. وبالطبع بحثنا في الدفاتر الفنية فلم نجد أحدا من رموز الطرب الجميل فعل مثل هذا التصرف رغم أنهم كانوا يفوقونها شهرة وإبداعا ولكن الأهم هنا أتوقف عنده وأقول إنه بجانب الرثاء للروائي الكبير جمال الغيطاني ورسام الكاريكاتير مصطفي حسين والكاتب الساخر أحمد رجب والأستاذ محمد حسنين هيكل وباقي أصحاب القلم الرشيق مصطفي أمين وعلي أمين.. بالإضافة لعباقرة الغناء الذين أشرنا إليهم وغيرهم ممن نحتفي بإنجازاتهم أتساءل لماذا لا يبادر حلمي نمنم وزير الثقافة ومسئولو الفن بعمل متحف خاص يسلط الضوء علي المدرسة المصرية العربية التي ضمت كل هذه الفنون الراقية فقط بحيث يسافر الزائر للمتحف عبر الزمن إلي بقاع كثيرة تقدم خبرات ومعرفة أوسع ويري آفاقا لعالم فني جديد يحتفي بالإبداع والتعايش والحوار بديلا عن الرؤي الفنية الغريبة التي نراها اليوم ويطلق عليها فن «الهشك بشك».. وما ينتج عنها من خراب العقول والأذواق.. مرة أخري نطالب وزير الثقافة بإضاءة هذه القضايا وغيرها فيما يهم الفن والثقافة باعتبار أن مصر هي هوليوود الشرق وعاصمة الإبداع للمجالات الفنية والثقافية.