جمعني به لقاء ضم بعض المعارف والأصدقاء ينادونه أبو سامر واسمه نظمي ،فلسطيني مقيم بالقاهرة ،كان يومها يقرأ علي أصدقائه أحدث قصائده التي قال فيها: من أجل سامر كان لنا ولدا عودي إليَّ.. متأسيا علي فراقه لابنه الوحيد بعد انفصاله عن زوجته بالطلاق وقال: دون خجل أنه ألح عليها كثيرا لتعود إليه ووسّط لديها أناسا كُثر وبقيت علي موقفها الرافض ، وعليه جاء للقاهرة وتركها ببيروت يذهب ليري سامر كلما غلبه الشوق والحنين ومضت سنوات وسقطت القصة وصاحبها من ذاكرتي تماما وصباح أحد الأيام سمعت صوتا يناديني بعد أن ألقيت صباحي وتحياتي علي زملائي بصالة تحرير الأخبار بالدور الأول عدت لمصدر الصوت كان أبو سامر، سألني هل تعملين هنا ؟أجبته بنعم قال: لقد ألحقني الأستاذ موسي صبري بالقسم الخارجي وهذا أول يوم من أيامي هنا ، رحبت به وتمنيت له أياما سعيدة واعتدت أن أراه بشكل يومي وإذا بي في يوم أسأله ماذا فعلت مع أم سامر هل عادت الحياة بينكما فإذا يبكي بحرقة إنها مازالت علي موقفها رافضة العودة هدّأته وأنا أؤكد له أنه يكفيه ابنه قال: بعد أن تماسك نفسه يكفيني أني أحبها ولم يتغير حبي لها حتي الآن رغم البعاد فالحب يعيش وينمو وليس شرط ازدهاره القرب وللأسف لم يبق أبو سامر معنا طويلا فقد هاجمته في إحدي الليالي نوبة قلبية صعدت روحه علي إثرها إلي بارئها وظلت كلماته عن حبه رغم البعاد محفورة بذاكرتي حتي لفت سنوات كثيرة مرت وسمعتها مرة ثانية حين نطقت بها صديقتي وأنا أعاتبها عن انقطاعها عني لفترات طويلة أفتقدها فيها وجاء ردها لي قائلة: إنها تحبني وتذكرني كثيرا سواء رأتني وجلست معي أم لا. وهذه المرة لم تصبني الدهشة من معني كبير في الحب من صديقتي المحبة لآل البيت تذهب لزيارتهم وزاد تعلقها الروحي وترددت علي سيدنا الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة العلم تتعجب من الآراء باتجاه أفكاره والعمل علي الإيمان بها ونشرها وتعميما وتري أن أفكارهم وآراءهم المتعصبة التي لا تتفق وسماحة الدين الذي أساسه الحب.