فيتو
محمد أبو المجد
انتخبوا.. دونالد ترامب
دونالد ترامب هو المرشح الأوفر حظًا في السباق الجمهوري، ويخطو بثبات ليكون مرشحًا في انتخابات الرئاسة الأمريكية العام المقبل.. صحيح أنه لا يحوز رضا الكثيرين، خاصة من غير الأمريكان، إلا أنني أحبذ انتخاب هذا الرجل.. على الأقل لأنه واضح.. سافر.. في عدائه للإسلام.. والمسلمين.. والعرب.

لنسأل أنفسنا: ألم يكن جورج بوش "الأب والابن" بنفس مستوى التفكير، والمشاعر الكارهة للشرق، والمبغضة لكل ما هو عربي وإسلامي؟ الموضوع ببساطة أن هناك استراتيجية محكمة لإعادة تخطيط العالم، يسعون لتنفيذها بكل دأب، وعن عميق اقتناع.. لا يوجد رئيس أو مسئول أمريكي حاد عن ذلك التوجه.. الفارق الوحيد في أسلوب العمل.. هناك من يتسم أداؤهم بالوضوح والخشونة.. وآخرون يتميزون بالنعومة واللطف.. وفي النهاية؛ الأهداف واحدة، وواضحة.. مهما تباينت الوجوه.

قد يزعجنا ويثير مخاوفنا من "ترامب" قوله إن "الإسلام يكره الولايات المتحدة".. وإن العرب الأمريكيين ابتهجوا بهجمات الحادي عشر من سبتمبر، وإن الآلاف من العرب الأمريكيين كانوا يحتفلون في نيوجيرسي بعدما اصطدمت طائرتان ببرجي التجارة في هذا اليوم.

ويرى أيضًا أنه يجب أن تكون هناك مراقبة على المساجد في الولايات المتحدة.. ويعتقد أنه يجب على القائمين على تنفيذ القانون تتبع المسلمين كمبادرة لمكافحة الإرهاب.

وينصح بأن تستخدم الولايات المتحدة الإيهام بالغرق وغيره من أساليب التعذيب، الذي يسميه "الاستجواب القوي" في حربها ضد تنظيم "داعش".. فهذه الأساليب، من وجهة نظره، "بسيطــة"، بالمقارنة مع التكتيكات المستخدمة من قبل المتشددين، مثل قطع الرءوس.

ولم يكتف بالتصريحات العدائية ضد المسلمين، بل دعا لبناء "جدار هائل" بين الولايات المتحدة والمكسيك.. وفي بعض تعليقاته في بداية حملته الانتخابية، أشار ترامب إلى أن المكسيكيين القادمين إلى الولايات المتحدة هم مجرمون إلى حد كبير، وقال: "إنهم يجلبون المخدرات ويرتكبون الجرائم، فضلا عن أنهم مغتصبون".. وقال إن بناء جدار على الحدود لن يمنع المهاجرين غير الشرعيين من دخول البلاد فحسب، لكنه سيمنع دخول المهاجرين السوريين أيضًا.. ويعتقد ترامب أنه يتعين على المكسيك المشاركة في تكلفة بناء الجدار، والذي تشير التقديرات إلى أنها تتراوح بين 2.2 مليار و13 مليار دولار.

وكانت ثالثة الأثافي في مطالبته بالترحيل الجماعي لنحو 11 مليون مهاجر غير شرعي يعيشون في الولايات المتحدة.. كما طالب بتوجيه اللوم للصين بشأن عدد من القضايا حتى تكون التجارة مع الولايات المتحدة أكثر إنصافًا.. وقال ترامب إنه في حال انتخابه رئيسًا للبلاد فإنه سيجعل الصين تتوقف عن خفض قيمة عملتها، وسيجبرها على تحسين معاييرها البيئية والعمالية.

وسخر ترامب من المرشحين الديمقراطيين، بسبب الاعتذار لأعضاء حركة "حياة السود مهمة" الاحتجاجية ضد وحشية الشرطة.. وكتب تغريدة مثيرة للجدل يقول فيها: إن الأمريكيين من أصل أفريقي يقتلون البيض والسود بمعدلات أعلى بكثير من معدلات قتل البيض أو ضباط الشرطة للسود.

ومن أقواله المأثورة إن العالم كان سيصبح أفضل حالا لو كان صدام حسين ومعمر القذافي ما زالا في السلطة.. وإنه يعتقد أن الوضع في كل من ليبيا والعراق "أسوأ بكثير" مما كان عليه تحت حكم الحاكمين المستبدين.. وبينما يعترف بأن صدام حسين كان "رجلا مخيفا"، قال ترامب إنه قام بعمل أفضل لمواجهة الإرهابيين.

وتعهد ترامب المهاجرين السوريين الذين يطلبون اللجوء إلى الولايات المتحدة.. ويقول إن هجمات باريس تثبت أن عددا قليلا من الإرهابيين الذين يتنكرون كمهاجرين يمكنهم أن يسببوا أضرارًا كارثية، ولذلك فإنه سيعارض أي لجوء للسوريين في الولايات المتحدة، ويرحل الذين سبق أن حصلوا على حق اللجوء.

الملياردير الجمهوري البالغ من العمر نحو 69 عامًا هو الأقرب للفوز برئاسة كبرى دول العالم، وهو يعتبر نفسه "لطيفًا"، وأنا أيضًا أعتبره كذلك إذا ما قورن بـ "بوش الإبن"، ورونالد ريجان، وغيرهما من الرؤساء الذي دمروا منطقتنا، وسعوا لتثبيت أركان الدولة الإسرائيلية في كبد الوطن العربي.

المتتبع لتاريخ المنطقة، والعالم سيدرك، بسهولة، أن قادة الدول القوية لا تستوقفهم على الإطلاق، ولو للحظة، مصالح الدول الضعيفة، مثلنا.. حتى الدولة العثمانية التي مزقت القوى الاستعمارية أوصالها، وانتزعت منها الشرق الأوسط والأدنى، خلال فترة المد الاستعماري، أواخر القرن التاسع عشر، لم تكن بأفضل حالا من غيرها، بل ارتكبت الكثير من المجازر بحق الشعوب العربية، إلا أن معظمنا ينكر حقائق التاريخ لأغراض معينة، وانتصارا لأيديولوجيات معروفة.

باختصار.. نصيحتي للأمريكان؛ "انتخبوا دونالد ترامب".. حتى نقضي 4 سنوات عصيبة، تعيد للأذهان فترات حكم "بوش" و"ريجان" و"جونسون".. عسانا نفوق وندرك الحقائق، ونعيش الواقع.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف