** كنت وما زلت أرى أن حمادة طلبة مدافع الزمالك يمثل ظاهرة جديدة وغريبة على الواقع الكروى فى مصر .. بل وأراه درسا عمليا ملموسا لكل لاعب واعد أو ناشئ صاعد فى مصر .. فقد وهبه الله الموهبة ، وهو وهب نفسه لكرة القدم ، وكان فتح الله عليه مبينا .
والحقيقة أن الروايات كانت قد اختلفت حول عمره الحقيقى ولكن الثابت الوحيد أن حمادة طلبة قد صار على مشارف الرابعة والثلاثين كما يقول هو ويؤكد ، وهو ما يمكن أن يقال عن هذه السن أنه " الشيخوخة " فى الملاعب .. وأعتقد أن هذه المعلومة نقطة تحسب له لا عليه .
فقد تأخر انضمامه لنادى الزمالك ، ومن ثم تأخرت شعبيته وتعرف الجماهير العريضة على موهبته ، وكل هذا وهو قانع بما كتبه الله له ، واستمر الحال على هذا النحو حتى تولى حسام حسن الادارة الفنية لنادى الزمالك .. وقد وضح أنه مقتنع جدا بموهبة وكفاءة حمادة طلبة .. وقد وقف فى وجه الجميع من أجل الدفاع عن هذه الموهبة المخلصة للعبتها والمؤمنة برسالتها ، والمحبة لناديها ، والعاشقة لجمهورها .
نقول أن حسام حسن لم يفكر عندما وجد المقارنة من أجل الابقاء على لاعب واحد فقط من بين حمادة طلبة وصلاح سليمان .
ولم يفكر حسام طويلا واختار عن قناعة حمادة طلبة .
وعندما سافر محمد عبد الشافى الى السعودية وخلا مركز الظهير الأيسر اذا بالترشيح يشمل حمادة طلبة الذى اضطر للعب فى مركز ليس مركزه حيث كان يلعب فى خط الوسط الدفاعى وقلب الدفاع ومركز الظهير الأيمن ، وقد وافق حمادة على أن يلعب فى المكان الذى احتاجه ناديه فيه ، وتمكن من أن يثبت نفسه وأن يتفوق على اللاعبين الثلاثة بناديه " شريف علاء وأحمد سمير ومحمد عادل جمعة " بل وتفوق على ال 18 ظهيرا أيسر الذين يلعبون فى جميع أندية الدورى الممتاز لينجح حمادة طلبة فى أن يحتل مكانة مميزة فى صفوف المنتخب الوطنى ويتفوق على نفسه حين يلعب أول مباراة دولية له أمام نيجيريا فى الجولة الثالثة للتصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية بالجابون 2017 .. ويصبح رجل المباراة الأول الذى كان له الدور الأكبر فى الخروج بنتيجة ايجابية فى لقاء الذهاب مما ساعد على حصول الفريق المصرى على التأهل للجابون .وأتصور أن حمادة طلبة بكفاحه وتواضعه وشخصيته الدءوبة المهذبة من الممكن أن يعمر كثيرا فى الملاعب ليعوض تأخر ظهوره المبكر فى عالم الساحرة المستديرة .