السيد العزاوى
الكلم الطيب .. سماحة الإسلام ووسطيته تغزو العالم المعاصر
تأملت طويلا تصريحات وزير داخلية ألمانيا توماس دي ميزيير قال: "إن الإسلام دين رحمة وسلام وهو بعيد كل البعد عن الكراهية والعنف مشيرا إلي أن بلاده تكن للإسلام والمسلمين الاحترام والتقدير وأن العالم في حاجة إلي التسامح والتعايش السلمي" وهذه الشهادة من جانب وزير الداخلية تؤكد مدي خبرة الوزير في أن الإسلام برئ من دعاوي الضلال والافك التي يروجها بعض المتطرفين من المنتسبين للإسلام زورا وبهتانا وهذا الوزير الألماني بحكم وظيفته وأجهزة وزارته في متابعة حركة المسلمين المعتدلين في داخل ألمانيا توضح مدي صدق هؤلاء المسلمين في سلوكياتهم داخل هذا البلد. ولا بنبئك مثل خبير.
هذا القول الصادق يضاف إلي ما أبداه كثيرون من دول أسبانيا وبريطانيا وفرنسا وناهيك عن دول أوروبا الشرقية فقد زاملت وعاصرت كثيرا من أبناء يوغوسلافيا ممن درسوا بالأزهر.. كل ذلك يؤكد أن الإسلام يغزو العالم المعاصر بسماحته ووسطيته واعتداله وتحقيق موازين العدل بين سائر البشر. وهؤلاء لم ينساقوا وراء دعاة التطرف والعنف وإنما درسوا تلك المبادئ السامية ولم تصدر هذه التصريحات أو الشهادات دون تدقيق وإنما بالقراءة الجيدة والتآمل في مدي تطابق هذه القيم مع الفطرة البشرية. "فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون" 30 الروم. وهذه الأمور وغيرها ليست غريبة علي الدين الحنيف فهو الذي ينشر قيم الحق والعدل وقد غزا قلوب البشر باعتداله وكم طالبت دول متعددة بضرورة ايفاد علماء الأزهر لنشر تعاليم الدين الحنيف. هكذا نور الإسلام يغزو القلوب والحقائق تدحض كل الأباطيل التي يرددها خصوم الإسلام من المتعصبين من الأوروبيين والأمريكان ورغم هذه الدعوات الخبيثة فإن الإسلام سوف ينتشر.
الإسلام سوف يظل شامخا رغم أكاذيب الكثيرين من أوروبا وغيرها. كما أنه لن ينال كذلك التشويه والأعمال التي ترتكبها الجماعات المتطرفة مهما اختلفت الأسماء وتعددت الأباطيل التي تروجها للتكفير واستباحة الدماء والأعراض والتدمير والتخريب. وسوف يظل الدين الحنيف مصدر خير للبشرية وحركة التاريخ تؤكد هذه الحقائق فقد كان المسلمون الأوائل نماذج مشرقة في سماء الدنيا بأسرها وذلك منذ انبثق النور في دار الأرقم بن ابي الأرقم في أم القري. وقد كان معلم البشرية الأول سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم النموذج الأمثل في هذه السماحة وتحقيق ميزان العدل ليس بالكلام فقط وإنما بالقول الصادق والعمل الجاد ومن يقرأ السيرة العطرة لسيد المرسلين يجد الكثير من هذه السلوكيات الخالدة في تاريخ البشرية وتضييق أي مساحات عن نشر الكثير من هذه التفاصيل التي تؤكد ان الإسلام ينشد الخير للبشرية جمعاء دون تمييز بسبب اللون أو الجنس أو الدين. التعاليم واضحة ولا اجبار لأحد في الدخول في الإسلام. "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي". "ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" وأفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين ولعل هذه الآية تخرس كثيرا من الألسنة "لست عليهم بمسيطر" تؤكد أن الله وحده هو الذي يمتلك زمام عباده والإشارات واضحة "ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم".
سلوكيات الرسول صلي الله عليه وسلم تضع أمام العالم صورة هذا الدين الحنيف ففي أحد الأيام جاءه رجل يهودي كان له عند رسول الله دين وحينما أراد استرداده توجه إلي الرسول وأغلظ في القول وهنا وقف عمر بن الخطاب متأهبا لوقفه عند حدوده. لكن الرسول الكريم رفض هذا الأسلوب وأصدر قولا يتضمن تعليمات ليت عالمنا المعاصر يدركها قال سيد الخلق: في لهجة قاطعة: لا ياعمر.. أؤمره بحسن الطلب وأؤمرني بحسن الأداء!! هذه هي الجوانب المشرقة في تاريخ معلم البشرية الأول ارساء للقيم الحضارية واعلاء لبث الطمأنينة في القلوب. لا انتقام ولا ترهيب أو عنف أو تطرف. أفضل الأساليب في التعامل. كثيرة تلك النماذج في حياة سيد الخلق ولعل ما يضفي الكثير من الاشراق علي سماحة نبي الإسلام ذلك حينما هب الرسول واقفا حين مرت أمامه جنازة وعندما أخبره الصحابة بأنها جنازة رجل غير مسلم. كانت إجابته يشرق النور من كل جوانبها. فقد قال: أليست نفسا.. تقدير واحترام للبشرية تلك هي حماية حقوق الإنسان وليس كما يتشدق بعض المعاصرين هذه الأيام.
الإسلام ينشر ألوية المحبة والود بين سائر البشرية تاركا الحرية لكل إنسان أن يعتنق أي دين يشاء ليس هذا فحسب وإنما كانت آيات القرآن التي تنزلت علي سيد المرسلين تؤكد حقيقة غفل عنها كثير من ابناء عصرنا الحاضر والتي تؤكد حماية الإسلام حتي لأي مشرك اقرأ هذه الآية وتأمل مدي احترام الإسلام لآدمية الإنسان: "وإن احد من المشركين استجارك فأجره حتي يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون" 6 سورة التوبة. تلك المعالم الخالدة سوف تظل علي مدي الأيام تغزو قلوب العالم مهما تقدم العلم وأيا كانت وسائل الاتصال أو السوشيال ميديا "إن في ذلك لذكري لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد".