الأخبار
تميم عزمى
بالعقل- ثورة تصنع الفشل!
ما أدركه جيدا أن نظام التعليم في مصر هو نظام من أجل الامتحان ، ولكن الطامة الكبري هو أن يرسخ أولياء الأمور هذا المبدأ بالمخالفة للمبدأ الأساسي وهو التعليم من أجل التعلم والحياة ، لا شك أن ولي الأمر هو وسيلة الضغط الأهم علي الحكومة والمسئولين للارتقاء بمنظومة التعليم المصري من أجل إيجاد مناهج مطورة ومواكبة للعصر.. والغريب أن يرسخ أولياء الأمور مبدأ التعليم من أجل الامتحان عندما ثاروا وطالبوا بحذف أجزاء من المناهج لأن أبناءهم سبق وأن أدوا الاختبارات فيها ونجحوا، بغض النظر هل هذه الأجزاء الموجودة من المنهج تفيد أبناءهم أم لا؟. وأتوقع مستقبلا أن يطالب أولياء الأمور بحذف أسئلة الفاعل والمفعول في النحو لأنه سبق لأولادهم دراستها ..قديما تربينا علي مقولة التكرار يعلم الشطار.. لا أشك أن الآباء باتوا يبحثون عن الاستسهال .. أختلف مع الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم والتعليم الفني في قراره بحذف الأجزاء من المناهج التي تم تدريسها خلال شهر فبراير استجابة لما يسمي ثورة الأمهات علي المناهج.. قد لا تدرك الأمهات أن سبب ثورتهن يرجع في الأساس إلي مناهج عقيمة قد لا تكون تتناسب مع تطورات العصر وليس بسبب الحجم وإلا كان طلبة الشهادة البريطانية علي سبيل المثال قد فقدوا عقولهم من كم ما يتعاطونه من معلومات وتدريبات..لا أنكر أن مناهجنا تعاني من حشو و تكرار وهو ما يدركه المسئولون..وهناك محذوفات أخري قادمة مع مناهج مطورة يعمل عليها الخبراء بأمر رئاسي.. إلا أن الحذف استجابة لما يسمي بثورة فهو ما أعترض عليه ولن يرضي جميع المعترضين.. والدليل علي ذلك أن الوزير لاقي انتقادات من كثير من أولياء الأمور لأنهم كانوا ينتظرون حذف الأجزاء التي لم يتم تدريسها في المنهج حتي الآن وهي مناهج شهر أبريل الحالي وليس ما تم تدريسه من مناهج فبراير كما فعل الوزير، وهو ما يؤكد أن المعترضين يسعون إلي الاستسهال وصناعة الفشل..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف