عباس الطرابيلى
هموم مصرية مصر والسعودية.. نضال له تاريخ
قليل، من يعلم أن هناك تزاوجًا بين الشعب السعودى.. والشعب المصرى.. بل قليل من يعلم أن هناك نضالاً شعبيًا وقوميًا.. وثوريا بين الشعبين، ومن مئات السنين.. كيف ذلك؟!
<< التزاوج يتمثل فى علاقات النسب بين أبناء الشعبين.. هناك من سافر للحج والعمرة، ثم طال له العيش هناك «وجاور» الرسول الكريم أى المجاورين. ومن امتهن التجارة والعمل.. هناك للمصريين.. وهنا لأبناء الجزيرة العربية.. ولذلك نجد فى مصر من يحمل جذورًا وأسماء سعودية قديمة، مازالت تعيش بيننا مثل: عائلات النجدى. الحجازى وحجازى، والمكى.. ومكى والمدنى.. وأيضا هاشم، أو الهاشمى.. ومن كثرة تعودنا على هذه الأسماء.. لم يتعمق بعضنا فى أصولها!!. فى العصر الحديث تزاوجت وانتقلت عائلات مصرية عريقة للحياة فى الجزيرة العربية.. مثل عائلة الطحاوية «بمحافظة الشرقية» وهى عائلة عربية عريقة.. ولا ننسى عائلة عزام بمنطقة الشوبك الغربى، بمحافظة الجيزة.. وأيضا فى حلوان. ومنهم عبدالرحمن باشا عزام، أول أمين عام للجامعة العربية.. وكان ذا نسب مع العائلة المالكة السعودية منذ أكثر من 70 عامًا.
كما نجد عائلات سعودية عبرت البحر الأحمر وعاشت واستوطنت بعض المناطق الشرقية «البدوية» فى مصر.. وأيضا فى مناطق الوجه القبلى، أى فى صعيد مصر.. بل للسعوديين استثمارات وبالذات فى القطاع العقارى، ولهم عماراتهم الكبيرة والفخمة فى الدقى والزمالك والعجوزة.. وأمام حديقة الحيوانات.. وهناك أيضا عائلات قديمة مصرية رحلت إلى السعودية مثل عائلة حافظ وهبة.. وغيرها.
<< أما الجانب النضالى القومى فهو موجود بين الشعبين، ومن مئات السنين.. ومن يرد المزيد، عليه أن يقرأ تاريخ الجبرتى مؤرخ مصر الكبير.. إذ خلال الغزوة الفرنسية التى قادها بونابرت لغزو مصر واشتعال الثورة الشعبية المصرية ضد الفرنسيين، وأبرزها ثورة القاهرة الأولى ضد بونابرت نفسه.. أو ثورة القاهرة الثانية ضد خليفته الجنرال كليبر.. وأيضا اشتعال الثورة والمقاومة المصرية الشعبية فى صعيد مصر.. يتحدث عبدالرحمن الجبرتى عن الفرسان والفدائيين الذين عبروا البحر الأحمر بمراكب صغيرة شراعية مع خيولهم وجمالهم وأسلحتهم.. وانضموا إلى الثوار المصريين ليحاربوا هذا الغزو الفرنسى.. ويسجل الجبرتى أسماء القبائل العربية هذه، بل وأسماء قوادها.. ويسجل أسماء ومواقع المعارك الحربية الرائعة التى اشترك فيها الثوار العرب «من الجزيرة» والثوار المصريون.. وبذلك امتزج الدم العربى - مع الدم المصرى.. وبالذات دم الأشقاء فى الجزيرة العربية.. والكثير من هذه المعارك أصبحت أعيادًا قومية للمحافظات والمدن التى دارت فيها.
<< أقول ذلك لأن الكثيرين منا لا يعرفون هذا النضال المشترك بين الشعبين السعودى - والمصرى.. بل هذا الوعى لأن الأشقاء الذين حاربوا معنا - أيام بونابرت - يحاربون معنا أيضا العدوان الذى يستهدف مصر والسعودية أيضا.. أى أن وحدة النضال المشترك بين الشعبين هو نضال مستمر وعميق وله جذور تمتد لسنوات عديدة، عبر التاريخ.. وبالتالى فإن اشتراك القوات الجوية والبحرية فى التصدى للغزوة الإيرانية لليمن.. ليس فقط ردًا لجميل الأشقاء السعوديين، بقدر ما يعنى النضال الحالى ضد كل من يريدون شرًا بمصر.. والسعودية معاً.
<< وهذا ما قصدت من النضال المشترك بين الشعبين.