الجمهورية
مؤمن ماجد
الكذب أرحم من "الهجص"
فروق كبيرة بين الكذب والهجص.. لأن الكذب هو تزييف للواقع وادعاء بغير سند أما الهجص فهو تجاوز المنطق واستخفاف بالعقول وضحك علي الدقون.. واخشي ان الهجص.. وليس فقط الكذب اصبح آفة اصابت كثيرا من المسئولين.
عندما يقول أحد المسئولين ان التعليم في مصر هو أفضل نظام تعليمي في المنطقة فانه بالتأكيد لايكذب ولكنه "يهجص".. وكذلك اذا خرج آخر ليعلن انه لاتحريك لاسعار الدواء.. أو ان الاقتصاد المصري في أحسن حالاته.. أو انه لايوجد تطبيق لحقوق الانسان إلا عندنا.. فهؤلاء بلاشك لايكذبون ولكنهم "يهجصون".
والحقيقة ان الهجص اخطر كثيرا من الكذب لانه في حالة الكذب قد تكون لدي المسئول معلومات مغلوطة أو ناقصة جعلته يقول اشياء تتنافي مع الحقيقة اما في حالة الهجص فان ذلك يعني إما أن المسئول مغيب تماما أو انه يستغبي الشعب ويستخف بعقول الناس وان هدفه ليس الخدمة العامة وانما استرضاء رؤسائه وانه لن يكون قادرا علي اصلاح شيء طالما ان عقليته يحكمها "التهجيص".
المؤسف ان الشعب ايضا يحب الهجص ويستريح للهجاصين ويغضب من الصادقين والذين يقولون الحقائق دون تزييف ولذلك نجد ان الهجاصين هم الاكثر بروزا في الاعلام وفي الفضائيات وعلي صفحات الجرائد رغم ان معظم الناس يعرفون أنهم ليسوا فقط "كدابين" ولكن ايضا "هجاصين".
***
رسالة إليك :
ياسيدتي انا منحوت من جبال الصمت فلا تتوقعي ان اصنع بكلماتي عقدا من اللؤلؤ يزين صدرك.. اخرستني سنوات العذاب ففقدت قدرتي علي ترديد اناشيد الغرام.. فطعت مرارة الايام لساني فاصبحت صديقا للخرس.
اذا كنت تراهني علي حبي علميني الابجدية من جديد.. ازرعي لي لسانا وشفتين.. عوديني علي الغناء ومخاصمة الصمت.. أو ارحلي وأتركيني انظر للسماء.. وابتسم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف