الوطن
د. محمود خليل
السبيل (12)
كلام عادل صلاح كان بحساب، يعرف ماذا يقول.. ومتى يقول؟، خلافاً للصبية الذين تحلقوا من حوله داخل زاوية السبيل، والذين كانوا يخطرون لتوهم فى مرحلة الشباب المبكر. شعلة الحماس كانت تتقد داخلهم، وكان «مصطفى» أشدهم حماسة. أو هكذا كان يُظهر فى إطار لعبة المنافسة بينه وبين «طارق» لإمارة «أسرة السبيل».

- عادل صلاح: لكل داء دواء. ولكل مشكلة حل. ولكل دعوة طريق. ولكل مرحلة أسلوب. وسيأتى أوان الجهاد لإزالة الطواغيت التى تحول دون انتشار دعوة الحق فى ربوع الأرض، ولكن قبلها لا بد من الجهاد بالقول والعمل والسلوك، حتى يجد الناس فيكم القدوة الحسنة.

- «طارق»: إن مشاكل الحياة أحياناً ما تصرفنا عن الالتزام بتعاليم الإسلام والقيام بعبء الدعوة. إن فينا ضعفاً وجنوحاً نحو شهوات الدنيا.

- عادل صلاح: أيها الإخوة!.. حُفت الجنة بالمكاره وحُفت النار بالشهوات. عليكم بالصبر عند الدعوة بالقول. والصبر عند الدعوة بالقوة. والصبر عند مجابهة ابتلاءات الحياة. خيرها وشرها. واعلموا أن جزاءكم الجنة. فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت. ولا خطر على قلب بشر. فيها الحور العين كأنهن بيض مكنون. لو اطلعت إحداهن على أهل الدنيا لأعمتهم بجمالها. هل تعلمون أيها الإخوة كم نصيب المؤمن منها فى جنة الخلد؟!.

- «مصطفى»: كم يا دكتور؟!!.

- عادل صلاح: سبعون من الحور العين اللائى تنظر إلى إحداهن فترى مخ ساقيها!.

معظم إخوة السبيل من طلبة الجامعات. وينظر إلى الأخ المبتدئ مع الجماعة على أنه «محب». ثم يتحول المحب إلى «عامل» بالبرهان على ولائه وتفانيه فى خدمة الدعوة، مع إلمامه بحد أدنى من علوم القرآن والدين، بالإضافة إلى قدرته على التأثير فى الآخرين. وللإخوة العاملين القدرة على اتخاذ القرار وتوجيه حركة المجموعة التى تعمل معهم. فواجب الجميع طاعة الأخ المسئول الذى له بالتبعية إخوة أكبر مسئولون عنه، ومفروض عليه طاعتهم.

طارق على فهمى واحد من الإخوة العاملين بمنطقة السبيل ومعه مصطفى السيد والأخ على جلال. «مصطفى»، طالب فى كلية الزراعة وابن السيد مصطفى، الموظف بجامعة عين شمس. وقد رُزق بستة أولاد سابعهم «مصطفى». وقد دأب السابع على المذاكرة فى الزاوية هروباً من زحمة البشر فى المنزل، وفيها تم التقاطه لكى ينضم إلى صف الدعوة. أما على جلال فقد كان وحيد أمه التى تزوجت غير أبيه ووحيد أبيه الذى تزوج غير أمه. طالب بكلية الهندسة تربطه بطارق صداقة طفولة. وكان الاثنان أول من تم تجنيدهما فى الجماعة على يد الدكتور عادل صلاح. ولطارق على فهمى وعلى جلال محمود ومصطفى السيد مصطفى موقع القيادة بين إخوة السبيل. استطاعوا بالتعاون فيما بينهم تأليف قلوب العديد من الشباب الجامعيين، وفى أحيان قليلة الحرفيين للانضمام إلى الجماعة وتعريفهم بالدكتور عادل صلاح. لكل واحد من الثلاثة أهداف وطريقة اختلفت عن الآخر فى التفاعل مع الجماعة، لكن الرغبة فى التأمّر على المجموعة كان القاسم المشترك بين الثلاثة. كان «طارق» يبحث عنها بالعقل، و«على» بتبيان التقوى والزهد، و«مصطفى» بإظهار الحماس، وبلوغ السقف فى كل المواقف!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف