الأهرام
ايناس نور
إدارة الخلافات
فى السياسة لا شىء مطلقا سواء الاتفاق أو الاختلاف ،ولذا من المهم عدم التوقف كثيرا عند ما يفرق . وسط تفجر فضيحة تسريب وثائق بنما والتى أعادت للأذهان قصة تسريب وثائق «ويكيليكس» عام 2006،أشعر بأننا أمام فيلم من أفلام الحركة الأمريكية.فرغم ورود أسماء العديد من الشخصيات البارزة فى هذه الوثائق لم يكن بينها اسم الرئيس الروسى بوتين ولا أفراد من أسرته، فإن الإعلام الغربى حرص على إبراز صورته فى تلك الأخبار إيحاء بتورطه مما أثار حفيظة موسكو. ويؤكد محللون غربيون وأمريكيون أن فضيحة بنما يقف وراء تمويلها الهيئة الدولية للمعونة الأمريكية ورجل الأعمال الأمريكى البليونير جورج سوروس . كانت موسكو قد أعلنت العام الماضى أن نشاط منظمات تابعة لسوروس تعمل فى روسيا تهدد الأمن القومى الروسى وغير مرغوب فيها فى البلاد. ولفت محللون غربيون إلى أن الولايات المتحدة مع اهتزاز مكانتها أصبحت تتبع سياسة نشر عدم الاستقرار فى العالم . وطالبوا بالكشف عن أسماء السياسيين والنخبة الأمريكية المتهربة من الضرائب وغسل الأموال عبر شركات شل !

وسط ذلك التأزم ظهرت فى الأفق بشائر تدل على محاولة الغرب التهدئة مع موسكو حيث أعلن يينز ستولتنبرج أمين عام حلف شمال الأطلسى/الناتو/ استئناف اجتماعات المجلس المشترك بين روسيا والحلف فى بروكسل خلال أسبوعين ،بعد توقفه لعامين. وتركز المشاورات على أزمة أوكرانيا والوضع فى أفغانستان ومحاربة الإرهاب. كذلك فإن إعلان واشنطن عزمها نشر قوات أمريكية إضافية فى شرق أوروبا العام المقبل يثير حفيظة روسيا ، ويتعارض مع ما اتفق عليه بين الجانبين إبان انهيار الكتلة الشرقية. قد يكون الغرب استوعب أن العقوبات والمقاطعة ليست الوسيلة لحل المشكلات ،بل الحوار وإدارة الخلافات.

أدرك ذلك الرئيس الأمريكى الأسبق كيندى حيث قال:إذا لم نتمكن الآن من إنهاء خلافاتنا، فعلى الأقل يمكننا أن نسهم فى تأمين العالم لمواجهتها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف