الأهرام
مرسى عطا الله
جريمة فى حق سيناء!
الذى يجرى فى سيناء حرب بكل ما فى الكلمة من معان وليس كما يراها البعض أنها مجرد عمليات مطاردة لتصفية عصابات الإرهاب... ولست أتجاوز الحقيقة إذا قلت إنها أشرس وأخطر من حرب الاستنزاف المجيدة التى خاضتها قواتنا المسلحة بعد نكسة عام 1967.

هى حرب بالغة الصعوبة والشراسة ضد عدو غير مرئى لا يحتمى بالجبال والكهوف المنتشرة فى سيناء فقط وإنما هو عدو يختبئ وسط الناس ويلعب على وتر الإدراك بأن القوات المسلحة ومعها قوات الشرطة لن تغامر بأى إجراءات يمكن أن تمس أمن المواطنين العزل.

ويؤسفنى أن أقول: إنه على عكس ما كان يجرى خلال سنوات حرب الاستنزاف من احتشاد شعبى وإعلامى خلف قواتنا المسلحة لشد أزرها ورفع معنوياتها فإن المشهد الراهن لا يكشف عن اهتمام الرأى العام ووسائل الإعلام بحجم التحدى الكبير الذى تفرضه معطيات هذه الحرب الضروس وإنما يكشف عن هشاشة الوعى العام وانشغاله بقضايا هامشية يراد منها استدراج العقل المصرى بعيدا عن مسئولياته الوطنية.. وتلك فى حد ذاتها ليست فقط جريمة فى حق سيناء وحدها وإنما فى حق الوطن بأسره.

ولست أعرف هل يغيب عنا أن واقع الأمن والاستقرار الذى ننعم به طوال السنوات الثلاث الأخيرة لم يكن له أن يتحقق لولا تلك التضحيات الجسام التى يقدمها ضباط وجنود القوات المسلحة والشرطة على أرض سيناء وإجهاض أى محاولة لتسلل هذه العناصرالإرهابية إلى عموم المدن والقرى المصرية.

وأؤكد أن ثقتى فى اندحار هذا الإرهاب الأسود أمر لا يخالجنى فيه أى شك إذا استعدنا روح التحدى والانشغال بأولويات عملنا الوطنى فى هذه المرحلة وهى القضاء على الإرهاب.. أما الذين يطرحون فكرة تهجير أهل سيناء لتسهيل مهمة القوات المسلحة فى سرعة حسم هذه الحرب على غرار ما حدث لمدن القناة بعد يونيو 1967 فإن المقارنة مختلفة تماما وأن الرهان المصرى فى هذه المرحلة يتطلب استخدام سلاح التعمير والبناء بالتوازى مع سلاح القوة والمعلومات لإنجاز هدف تطهير كامل سيناء من هذه العصابات الإجرامية .. ولتكن جامعة الملك سلمان والتجمعات السكانية الجديدة التى ستمولها السعودية خير تأكيد لاستراتيجية التعمير.. أقول التعمير وليس التهجير!

خير الكلام:

<< ضحك المجد لنا لما رآنا.. بدم الأبطال مصبوغا لوانا!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف