المساء
عياد بركات
ويتجدد اللقاء أوروبا.. ومكيالاتها!
كالأيتام علي موائد اللئام أصبح المسلمون والعرب بعد الاتفاق الأوروبي ــــ التركي الأخير الذي حصدت فيه تركيا.. ربيبة إسرائيل المكاسب في حين ذهبت المباديء والمثل والأخلاق الأوروبية إلي الجحيم!
الكاتب البريطاني رود ليديل في صحيفة الصن البريطانية رصد ردود أفعال المهاجرين عرباً وباكستانيين علي ترحيلهم عنوة لتركيا بعد الاتفاق المشئوم والمعروف بــ "واحد « واحد".. لقد رفعوا لافتات تقول: "لا تأخدونا إلي تركيا.. إلا تركيا!".
أضاف الكاتب البريطاني: إن صفقة الاتحاد الأوروبي مع تركيا إنما هي صفقة العار.. فلا أحد يرغب في العيش في تركيا.. حتي اليونان مع ما تعانيه من أزمات اقتصادية كانت أرحم بهؤلاء المهاجرين حيث قررت عمليات الترحيل.
أضاف "ليدل": إن الصفقة التي عقدها الاتحاد الأوروبي مع تركيا لم ولن تمنع تدفق مهووسين بالفكر الجهادي إلي أوروبا من بين من يطلق عليهم لاجئين اشترط أردوغان علي أوروبا قبولهم بثمن بخس دراهم معدودة ـــ 3 مليارات يورو ـــ باع أردوغان المسلمين عرباً وباكستانيين متعهداً بأن تستقبل تركيا جميع اللاجئين والمهاجرين الذين عبروا إلي اليونان في مقابل استقبال أوروبا لبعض اللاجئين السوريين واعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرة الدخول. وتسريع محادثات عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي وهي الكعكة الموعودة التي تغري بها أوروبا عبيط قريتها دون أن يتحق شيء!
ها هي أوروبا التي خدعت العالم الثالث بمثاليتها وادعائها انها حامية حقوق الإنسان هي أول من يغتصب حقوق الإنسان بشحن اللاجئين كرهاً علي أول سفينة عائدة إلي تركيا مما يذكرنا بتاريخها الحافل في تجارة العبيد منذ قرنين من الزمان انها سفن العبيد في القرن الحادي والعشرين.
وها هو كاتب بريطاني آخر يفضح أوروبا وكيلها بمكيالين حيث الإنسان الأوروبي غير ذلك الإنسان الذي ليس أوروبياً.
يقول "فيسك" في اتفاق "واحد « واحد": نحن ازاء سياسة تتخير وتنتقي من نريد بقاءه ومن لا نريد مما سيجعل أبواب المفارقات والظلم بل العنف للأسف مفتوحة علي مصاريعها.. إن ثمة سؤال يفرض نفسه: ما الذي تغير في فهمنا الآن أو بالأحري رؤيتنا لطبيعة الدولة التركية التي نسوق اليها أي لاجيء بمجرد عبوره شواطيء اليونان؟ بالتأكيد وعدت تركيا بأنها ستتبني توجهات سليمة وطيبة وترحب باللاجئين الذين يطرقون أبوابها ولكن أليست ثمة مشكلة في طبيعة الدولة التركية.. ! أليست تركيا هي الدولة التي داهم رجال أمنها الصحيفة الأكثر مبيعاً؟ واعتقلوا صحفييها. أليست هي البلد الذي ظل جيشه ينفذ مذابح ضد الأكراد لعقود؟ أليست البلد الذي يتطلع حاكمه إلي استعادة عهود السلطنة! أليست تركيا هي البلد الذي تصر حكومته علي عدم الاعتراف بالإبادة الجماعية التي نفذت ضد 5.1 مليون من الأرمن عام 1915؟ أن أي لاجيء أرميني أتي من سوريا سيطلب نقله بسرعة إلي اليونان.. بينما سيلتمس السوري الكردي أن تكون رحلة عودته من اليونان إلي تركيا بطيئة للغاية..".
هكذا هي أوروبا تكيل بمكيالين مكيال لمصالحها.. والآخر تكيل به للاجئين إليها متوسمين فيها المثل والمباديء والأخلاق السامية..
إن مكيال أوروبا التي تكيل به لنفسها لا تكيل به حتي لأردوغان حتي وإن صنع خده مداساً للحذء الأوروبي كما يصبح أوروبياً فهل يفيق عبيط القرية من سباته.. ومتي تفيق أوروبا من هالة حمايتها للإنسان وحقوقه.. وهي التي تشرده أو تهينه.. !!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف