الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية- بحيرة السد.. كنز سمكي مهمل!
مع عشق كل المصريين لأسماك النيل- بسبب ارتباطهم بالنهر نفسه- مازلت أتعجب من انهيار المحصول السمكي من بحيرة السد العالي.. وأتساءل: لماذا لا نحصل منها إلا علي حوالي 12 ألف طن بينما يمكن أن نحصل منها علي 45 ألف طن من الأسماك الفاخرة.. لأن بحيرة فيكتوريا التي ينبع منها النيل الأبيض- وهي أكبر بحيرة حلوة في القارة- عرف سكانها من أوغندا وكينيا وغيرهما أن يحولوها إلي «كنز سمكي» يغرفون منه أفضل الأسماك، ويجهزونها للتصدير للخارج بعشرات الألوف من الأطنان.. بينما- ومن نفس المياه والنهر- لا نحصل إلا علي أقل القليل رغم أن بحيرة السد تزيد مساحتها علي 5000 كيلو متر مربع..
<< هذا السؤال كان في وجدان المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية، خلال زيارته من أيام لبحيرة السد.. واجتماعه بالعديد من رؤساء جمعيات الصيد ومشايخ الصيادين في أسوان.. وربما نجح المهندس إبراهيم محلب في إقناع الصيادين بضرورة إيقاف الصيد في البحيرة لمدة 45 يوماً- هي فترة وضع البيض والتكاثر في البحيرة- ولكن الصيادين اعترضوا.. ولذلك وافقوا علي تأجيل قرار وقف الصيد إلي العام القادم.. في شهر ابريل القادم.. بل إن الصيادين اعتصموا، اعتراضاً علي هذا القرار.. وتحدوا قرار الدولة.. وهذا السلوك مرفوض تماماً لأنه سلوك من يريد أن يدبح الدجاجة التي تبيض ذهباً.. ليأكل اليوم.. ثم لا يجد ما يأكله غداً..
<< وهناك مهمة أساسية أمام محلب بك.. هي تغذية البحيرة وهي أكبر مسطح مائي- عذب- داخل مصر بالزريعة من الأنواع الفاخرة.. والأسماك الاقتصادية.. وفي مقدمتها سمك قشر البياض الذي يصل وزن الواحدة إلي 15 و20 كيلوجراما. أي هي سمكة اقتصادية يعشق لحمها كل المصريين، بعد تجهيزه وتشفيته وتجميده.. وتتلهف عليه الأسواق الخارجية، قبل الداخلية.. مع بعض الأنواع الجيدة من البلطي الذي يعشقه كل المصريين.. ويمكن أيضا البحث عن أسماك اقتصادية أخري يصلح تربيتها علي المياه الحلوة..
<< وبحيرة السد يعمل عليها أكثر من 25 ألف صياد.. وفشلت كل محاولات الدولة، في تنظيم عملهم ومنع تهريب الأسماك.. وإذا كنا نرفض احتكار أي أحد، أو شركة، لعمليات الصيد في البحيرة.. إلا أننا مع تنظيم الصيد.. ووجود سلطة تقوم بتوفير الزريعة الممتازة ثم إحياء شركة «ممتازة» لتجهيز الأسماك ودفعها إلي الأسواق مع ضمان تجميدها لتصل للأسواق سليمة.. صحية وليس كما كان بلطي البحيرة يصل للقاهرة شبه تالف في الماضي!! مع ترك كمية من السمك الطازج لأبناء أسوان واستخدام مطار أسوان، ومطار أبوسمبل لنقل الأسماك الجاهزة للقاهرة.. وخارج مصر أيضاً.. للقضاء علي عمليات التهريب..
<< هنا نتساءل: لماذا لا تتولي شركة- أو عدة شركات تتنافس- لإدارة مساحات نفق البحيرة.. منها ما يعمل في المياه العميقة لصيد الأسماك كبيرة الحجم.. ومنها ما يعمل في المياه الأقل عمقاً.. ثم إنشاء شركات عملاقة لتجهيز الأسماك وتشفيتها ثم تجميدها ونقلها للأسواق.. وبذلك نوفر فرص عمل للصيادين- تخفف من هجرتهم غير الشرعية خارج مصر.. وفرص عمل للفتيات في تجهيز الأسماك. ثم أساطيل النقل مع إنشاء مصانع لإنتاج الثلج.. وأيضا لتجميد الأسماك المجهزة.. وكذلك شركات لإعداد شباك الصيد وبناء سفن الصيد، الصغيرة والكبيرة.
<< أقول ذلك لأننا- بحسن الإدارة والتشغيل- يمكن أن نحول بحيرة السد إلي كنز طبيعي لتوفير البروتين السمكي.. رغم اننا نتوسع في إنشاء المزارع السمكية، في شمال الدلتا.
وتلك هي مهمة المهندس إبراهيم محلب.. وفقه الله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف