نشط الإخوة الثلاثة الأبرز فى أسرة السبيل (طارق وعلى ومصطفى) فى جمع الأتباع وتجنيد عناصر جديدة داخل الأسرة من كل السبل الممكنة، فالقدرة على التجنيد مقياس لا يخطئ على الولاء للدعوة والنجاح فيها، أما الفشل فى دفع أهل السبيل إلى الانضمام لصفوفهم فيعنى أنهم أعجز ما يكونون عن القيادة. فكيف يقود من لا قطيع له؟!.
- على: الناس فى غفلة!.. هل ترى يا طارق كيف يتكالبون على الطعام؟. يتساقطون عليه تساقط الذباب!.
- طارق: آه يا على.. «اقترب للناس حسابهم وهم فى غفلة معرضون».. مطلوب منا أن نعاملهم كالمرضى الذين يحتاجون إلى العلاج. إن فطرتهم نقية سليمة تحتاج فقط إلى من يزيح عنها الصدأ الذى علاها، ليعود لها لمعانها وتوهجها الإيمانى.
- مصطفى (غاضباً): مرضى؟!.. أى مرضى يا أخ طارق؟!.. إنهم موتى يحتاجون إلى قيامة. مصيرهم فيها جهنم وبئس القرار. إنهم يحتاجون إلى بتر!.. استئصال!.. فمثلهم كمثل الشجرة الخبيثة التى يجب أن تجتث من فوق الأرض فلا يبين لها قرار.
- طارق: لا!.. لا يا أخ مصطفى!.. الناس معذورة بجهلها، ويجب أن نصبر عليهم حتى نعلمهم ما يجهلون. عندما يعلم ويتعلم هؤلاء سيتحولون إلى جنود فى صف الدعوة، يجاهدون فى الله حق جهاده.
- على: المشكلة يا طارق أن الكثير من الناس عندما نكلمهم بما قال الله ورسوله تلين قلوبهم. من الممكن أن يصلوا معنا فى الزاوية، ويقيموا فرائض الدين، ولكن الأمر ينتهى بهم عند هذا الحد.. ولا تجدهم يتعاونون معنا فى أمور الدعوة إلا قليلاً. والصف -كما تعلم- يحتاج إلى جنود!.. ومعظم الأفراد الذين ينضمون إلينا هدفهم الانتفاع بما يمكن أن تقدمه الجماعة لهم!.. البعض يريد أن ندرس لأبنائه!.. والبعض يريد أن يكشف عليه إخواننا الدكاترة بالمجان، أو يحصل منهم على الدواء دون مقابل!.. وفى ساعة الجد ينفضون من حولك!.
- طارق: الصف يا «على» لا يخلو من منتفعين!.. حتى على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كانت هذه الأصناف البشرية موجودة.
- على: من الجائز أن يكون كلامك صحيحاً يا أخ طارق، ولكننا نحتاج إلى نمط جديد من الإخوة ممن يملكون القدرة على نفع الدعوة!.. عندك مثلاً الشباب الثرى الذى يأتى إلى المسمط!.. إنهم أبعد ما يكونون عن الدين فى سلوكياتهم، وإذا انضموا إلينا فسيزيدون أسرة السبيل قوة.. لماذا لا نحاول معهم؟!.
- مصطفى (بحماس): هذا هو الكلام!.. لماذا لا نتحرك يا طارق مع هؤلاء الشباب!.. إنهم بأموالهم يمكن أن ينفعوا الدعوة كثيراً!..ومالهم ليس لهم!.. إنه مال الله. ونحن ننجيهم من المعصية!.. نعم!.. كثرة المال تؤدى إلى زيادة المعاصى..
- على: ونحن مطالبون بأن نخفف حمولتهم من المال.. (ثم مستدركاً) أقصد المعاصى!.
- طارق: والله إذا كان هذا رأيكما فلم لا؟!.. فلنحاول معهم.. والرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو الأغنياء والفقراء. فدعوة الإسلام شاملة لكل الناس. لماذا لا نحاول؟!.. قد يهديهم الله على أيدينا وينفع بهم الدعوة.