المساء
محمد جبريل
ع البحري -الإعلام المصري .. ومخاطبة العالم
لعل أهم الدروس التي يجب ان نستخلصها من قضية الشاب الايطالي ريجيني الذي أقامت حكومته الدنيا ولم تقعدها. أن خطابنا الاعلامي ينبغي أن يتجه إلي الخارج. إلي المجتمع الدولي. وبخاصة ايطاليا وطن الشاب القتيل. غالبية قنواتنا الفضائية خصصت جزءاً لافتاً من مواعيد بثها الاخباري للدفاع عن وجهة النظر المصرية. وتوضيح الملابسات التي صنعت الحادثة البشعة. وما تلاها من تطورات.
نحن- كمواطنين مصريين- نتفهم وجهة النظر المصرية. وحق حكومة مصر أن تتاح لها فرصة توضيح ملابسات الحادثة. بعيداً عن المزايدات المشبوهة والتحريضات وافتعال المواقف من مصادر إعلامية وسياسية مشبوهة. وجدت في الحادثة منفذاً لتشويه صورة مصر. وإفساد العلاقات المصرية الايطالية. وهو ما قد ينعكس علي علاقات مصر ودول أوروبا.
من حق الحكومة المصرية أن تخاطب الرأي العام الإيطالي. فضلاً عن الرأي العام العالمي الذي أفلحت الميديا المغرضة في مخاطبته عن ملابسات الحادثة برواية واحدة. ووجهة نظر قد تغيب عنها الموضوعية. بحجب وجهة النظر المقابلة. المصرية.
تمنيت لو أن خطابنا الاعلامي اتجه إلي خارج الحدود. يحاول- بأقصي قدر من الموضوعية- توضيح ظروف الحادثة. وإزالة الغموض الذي رافق تطورات صدرت عن الصوت الواحد بما أملته العاطفة. أو التحريض الذي وجد فيما حدث فرصة لاشعال النيران!
إذا كنت قد تمنيت أن يتجه إعلامنا إلي الخارج. فإني تمنيت كذلك لو أنه خصص مساحة نشر مماثلة لما أفرده لحادثة الشاب الايطالي في حوادث أخري. عاني تأثيراتها مواطنون مصريون في مدن عربية وأوربية. وتعرضوا للايذاء والقتل الوحشي. نحن نتذكر- حتي الان- حادثة المواطن المصري الذي شنق عارياً علي عمود كهرباء أو شجرة في عاصمة عربية. وحوادث أخري في مدن عربية وأجنبية. لعل آخرها ما تشهده الان محكمة دير البلح الفلسطينية من محاكمة أربعة أدينوا بالسطو علي بيت المحاضر الجامعي المصري أحمد المصري. قيدوا الاستاذ المصري. وكمموا فمه بشريط لاصق. وضربوه حتي الموت.
الخبر نشرته وكالة الانباء الفلسطينية. أخفقت في أن أجد صدي له في إعلامنا المقروء والمرئي.
أول ما تتطلبه رسالة الاعلام ألا يقصر مواده الاخبارية علي نقل وجهة النظر الحكومية في درء تهمة التورط في قتل الشاب الايطالي. هذا حق الاعلام وواجبه. لكننا لم نتعرف من إعلامنا الموقر- إلي حادثة اختفاء عادل معوض المواطن المصري المقيم في إيطالياإلا متأخراً. ولولا التطورات الاخيرة ما تعرفنا إلي الجريمة التي تكررت- للاسف- مع مواطنين مصريين. بعيداً عن وطنهم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف