ليست حاجة واحدة، بل عدة حاجات غلط تنتهي بنا دائما إلي أن تقف الدولة المصرية في موقف الدفاع عن النفس، وأن تكون في موقع المفعول به، وليست الفاعل.
في الفترة الاخيرة، تقع المصيبة، نتجاهلها أو نحاول أن نتجاهلها، ونضع رؤوسنا في الرمل كالنعام، زمان كان هذا الاسلوب ينفع جزئيا، الان لم يعد يجدي نفعا، بل يأتي بنتيجة عكسية تماما، لان مواقع التواصل الاجتماعي لم تعد تعطي لاحد فرصة أن يعيش في حاله، أو يتقوقع علي ذاته، ولم يعد المواطن يقتنع بسهولة بما تحاول الآلة الرسمية أن تعطيه له.
الأمثلة كثيرة، آخرها قضية جزيرتي تيران وصنافير، الدولة المصرية عملت نفسها «عبيطة»، أو مش واخدة بالها، وحاولت «تزق»، موضوع السيادة السعودية علي الجزيرتين ضمن احتفالية زيارة الملك سلمان لمصر، فإذا بالأمر يفسد العرس كله، ويأتي انطباع لدي الناس، وكأن فيه أمرا مريبا، وفي لحظات عدم وضوح الرؤية يكون هناك من يعبث ويروج ما يريد.. وبالفعل كانت فرصة ذهبية، للمتربصين، وتم تصوير الامر وكان مؤسسة الرئاسة تفرط في اراض مصرية مجاملة للاخوة السعوديين.
الامر كان يستلزم وضوحا، اكثر من ذلك، وان يخرج مسئولون مصريون يتحدثون للناس بلغة بسيطة عن تطور امور السيادة علي الجزيرتين حتي آخر مرحلة.
حصنوا الرأي العام ضد الشائعات بالحقيقة، ولا شيء غيرها.