الأخبار
عبد القادر شهيب
شيء من الأمل - عمرو موسي مبعوث شخصي للرئيس
لا يمكن إنكار ان ثمة أزمة في العلاقات المصرية الايطالية الآن بعد أن استدعت إيطاليا سفيرها في القاهرة للتشاور بخصوص قضية مقتل الشاب ريجيني.. وبالطبع لا يمكن انكار أيضا انه ليس من مصلحة مصر ان تستمر هذه الأزمة مثلما هو ليس في مصلحة ايطاليا أيضا، ناهيك عن اتساع هذه الأزمة لتصير أزمة مع الاتحاد الأوروبي كله وليس ايطاليا وحدها.. وبالتالي من مصلحتنا- مثلما هو من مصلحة ايطاليا- الإسراع بالعمل علي احتواء هذه الأزمة اليوم قبل الغد حتي لا تستفحل هذه الأزمة.. ولذلك قد يكون ضروريا ومفيدا أن يوفد الرئيس السيسي مبعوثا شخصيا له لايطاليا ليلتقي برئيس الوزراء الايطالي وبقية المسئولين الايطاليين في محاولة لحصار هذه الأزمة والتي تقتضي مع المهارة الدبلوماسية قدرة علي اقناع الجانب الايطالي بأن مصر جادة بالفعل في البحث عن قاتل ريجيني وكل المؤسسات المصرية «قضائية أو شرطية أو سياسية»، ليس لديها ما تخفيه في هذه القضية.
واقترح هنا أن يكون المبعوث الشخصي للرئيس السيسي لايطاليا، ثم بعدها لعدد من الدول الاوروبية المهمة «ألمانيا- بلجيكا- بريطانيا». هو عمرو موسي وزير الخارجية المصري الأسبق وأمين عام جامعة الدول العربية الاسبق، وذلك لاكثر من سبب.
السبب الأول هو ان عمرو موسي دبلوماسي قدير له خبرته الطويلة في التعامل مع الخارج وله قدرة علي طرح الرؤية المصرية بطريقة وأسلوب يقنع به الآخرين.. وهذا أمر ضروري توافره في المبعوث الشخصي للرئيس لايطاليا في هذه الظروف الحالية التي تمر بها العلاقات المصرية الايطالية وفي هذا الوقت الذي طالت فيه الشكوك تلك العلاقة.
أما السبب الثاني فهو يتمثل في أن عمرو موسي ليس محسوبا علي الحكم الحالي.. فهو لا يتولي أي منصب رسمي مصري، ولا حتي أي منصب استشاري.. ولا يحظي بموقع قريب لا من رئاسة الجمهورية ولا رئاسة الحكومة في مصر.. بل لعله يحتفظ ببعض الملاحظات حول بعض السياسات الرسمية وجاهر بذلك اعلاميا، ولكنه في ذات الوقت رجل دولة مسئول.. أي يهمه المصلحة الوطنية لمصر وأمنها القومي.. وبهذه الصفات سيكون مقبولا لدي الجانب الايطالي وكلامه سوف يكون مسموعا من الايطاليين.. خاصة ان بعض الذين ساهموا بالتشكيك في الموقف المصري في قضية مقتل الشاب ريجيني كانوا من المجاهرين بمعارضتهم، وايضا رفضهم للحكم القائم في مصر.. ولذلك عندما يوفد الرئيس السيسي شخصا ليس محسوبا علي نظام حكمه لايطاليا ودول اوروبية اخري سيكون لكلامه تأثير.. وهذا هو المطلوب الآن وهو احتواء أزمة بدأت في العلاقات بيننا وبين ايطاليا قبل ان تتسع وتستفحل وتتحول إلي أزمة حادة ثم إلي أزمة مع الاتحاد الاوروبي كله.
نعم انا لست مع الذين ينفخون في هذه الازمة ويهولون منها، لان ايطاليا لها مصالحها مع مصر، وبالتالي يصعب لها أن تغامر بهذه المصالح، خاصة تلك المصالح الاقتصادية.. فهي تحتفط بفائض في الميزان التجاري معنا.. ومستثمروها يستفيدون ويربحون من العمل والاستثمار داخل بلادنا بما في ذلك الاستثمار في مجال النفط والغاز وسياحها يزورون بلادنا بأقل تكلفة والشركات السياحية الايطالية تكسب كثيرا من تنظيم هذه الرحلات.
ولكنني في ذات الوقت لست مع هؤلاء الذين يهونون من هذه الازمة أو يستهينون بها ويحضون مصر علي اتخاذ اجراءات غير محسوبة أو متسرعة مثل الرد علي استدعاء السفير الايطالي باستدعاء السفير المصري في روما.. من مصلحتنا أن تكون علاقاتنا مع ايطاليا، بل مع اوروبا كلها طيبة.. وهذا ما ادركه الرئيس السيسي منذ ان تولي مسئولية رئاسة الجمهورية قبل قرابة العامين، ولذلك سعي إلي نسج علاقات طيبة مع الجميع، حتي مع الامريكان الذين بادرونا بالعداء وسارعوا بعد عزل مرسي والاطاحة بحكم الاخوان بتجميد المساعدات العسكرية لمصر، بل واحتجاز عدد من الطائرات المصرية التي كانت تجري لها عملية صيانة.
لذلك.. علينا ان نحاول حصار واحتواء تلك الأزمة الجديدة التي تعرضت لها علاقاتنا مع ايطاليا.. وايفاد الرئيس السيسي عمرو موسي كمبعوث شخصي له لايطاليا يعزز من فرص نجاح هذه المحاولة وسوف يسهم في الرد علي ما اثاره مصريون بعضهم يعيش في الخارج وبعضهم في الداخل من شكوك حول موقف الادارة المصرية في قضية ريجيني لانه ليس محسوبا علي الحكم الحالي ولا يتولي منصبا رسميا.. ولنتذكر ان الرؤساء الامريكيين السابقين يقومون بمهام دبلوماسية خارجية لخدمة بلادهم.. وعمرو موسي لن يتردد في القيام بما يفيد مصر أو يمنع عنها ضررا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف