محمد فودة
من الواقع - في قضية شيماء الصباغ رجال الشرطة "ملثمون" .. لماذا ؟!
بذلت النيابة العامة بقيادة المستشار هشام بركات النائب العام جهودا كبيرة واستمعت إلي آراء من شاهدوا عملية قتل شيماء الصباغ حتي استقرت في النهاية علي تحديد اسم المتهم بالقتل وهو ضابط برتبة ملازم أول يدعي ياسين إمام بقطاع الأمن المركزي.
ولأن الضابط مازال متهما فإننا نترك أمره إلي القضاء ليقرر مصيره. وإن كان قد اعترف ضمنيا بعد توجيه الاتهام له بأن الرصاصة ربما خرجت بالخطأ ولم يقصد اطلاق النار علي المتظاهرين.
الإجراءات التي اتخذتها النيابة العامة حددت بعض أسماء رجال الشرطة - كما جاء في صحيفة المصري اليوم - وبعد الاستماع إليهم وانكارهم لارتكاب الحادثة أفرجت عنهم.. ثم عادت واستدعتهم بعد مشاهدة بعض الكاميرات التي سجلت الحادث حتي انتهت إلي تحديد شخصية المتهم.
لكن تبقي هناك بعض الأسئلة يجب أن نجد لها حلا من خلال وزارة الداخلية وتفسير هذه الظاهرة.
* أولاً: لماذا كان يرتدي بعض رجال الشرطة "اللثام" أثناء تواجدهم في التصدي للمظاهرة؟! ما هو الهدف من أن يكون البعض منهم "ملثماً"؟!.. وهل كانوا في ملابس مدنية أو ملابس رسمية؟!
* ثانياً: دائماً يقال إن رجال الشرطة عندما يتصدون للمظاهرات ينفون تماماً أنهم مسلحون بالخرطوش أو بالبنادق.. ويؤكدون أن سلاحهم في هذه المقاومة هي الغاز المسيل للدموع أو خرطوم المياه.
الأمران - مع اعتزازنا بجهود رجال الشرطة وتضحياتهم والخسائر التي تقع بينهم - يستدعيان تفسيرا لهاتين الظاهرتين. ليقولوا لنا لماذا "اللثام"؟.. ولماذا الخرطوش؟!
من الطبيعي أن يحاول بعض ضباط ورجال الشرطة أن يحموا من تورط منهم في مثل هذه العمليات. ويحاولوا اخفاء مرتكب الجريمة علي حساب "الحقيقة" أو علي حساب الصالح العام!! والمثل الشعبي يقول: "أنا وابن عمي علي الغريب"!!
لكن جهود النيابة العامة توصلت إلي ضابط برتبة اللواء وضابط آخر حاولا التغطية علي الحادث فوجهت إليهما تهمة إخفاء الأدلة واحالتهما إلي محكمة الجنايات.
عندما قابل الرئيس عبدالفتاح السيسي المستشار هشام بركات النائب العام أكد الرئيس - وكان اللقاء في مناسبة عزاء تقريبا - أن السلطة التنفيذية تحترم السلطة القضائية والنيابة العامة.. ولديها مبدأ تحرص عليه بعدم التداخل بين السلطات.. وهنا رد المستشار هشام بركات بقوله: إنك يا سيادة الرئيس لن تكون معي يوم أن أقف أمام الله يوم القيامة.
النيابة العامة - كما سبق أن قلت - استعانت بدفاتر الأمن المركزي ومديرية أمن القاهرة لتحديد هوية أفراد الشرطة الذين كانوا متواجدين في المكان الذي قتلت فيه شيماء والذي خرجت منه الطلقة.. وتوصلت إلي أسماء 9 منهم بينهم 5 ملثمون وتنوعت رتبهم بين لواء شرطة اسمه ربيع الصيفي و5 ملازمين وأميني شرطة.
لن نشكر النيابة العامة علي جهودها فهذا واجبها باعتبارها "محامي الشعب" الذي ينتصر للقانون.. لكننا نقول إنها دائماً محل تقدير واحترام.
وكما نهتف مع الرئيس "تحيا مصر" نقول للنيابة "يحيا العدل"