وماذا عن أصحاب المعاشات؟، كان المفترض على نقيب الصحفيين الذى يسعى إلى رفع بدل التكنولوجيا، أن يفكر فى الزملاء الصحفيين الذين تقاعدوا ويعيشون على معاش الحكومة، بعد أن خدم الصحفي وطنه ثلاثين سنة وأكثر يخرج صفر اليدين، ويصرف بضعة جنيهات لا تكفيه هو وأسرته عشرة أيام، كيف يعيش؟، ومن أين يصرف على أولاده؟
نقيب الصحفيين للأسف لا يفكر سوى فيمن سيدلون بأصواتهم، ليس هو وحده، من سبقه فى تولى منصب النقيب، وكذلك أغلب أعضاء مجلس النقابة، الحالي أو السابق، لا أحد يفكر فيمن تقاعدوا، ما الفائدة التي تعود على النقيب وعلى أعضاء مجلس النقابة من هؤلاء؟
قبل أن يترشح النقيب الحالي تحدثنا كثيرا فى الخدمات التي تقدم للصحفيين، وقلت له بالحرف: البعض يتخذ من مجلس الإدارة وسيلة لكي يحقق بعض المكاسب، وأن أخطر ما نواجهه أن أغلب أعضاء المجلس وعلى رأسهم النقباء يرتدون أثوابا أكبر بكثير من أحجامهم، ويعيشون دور الكتاب والمفكرين وأصحاب السلطة، ويتناسون أن الصحفيين جاءوا بهم لكى يعملوا على خدمتهم، فالعمل النقابي فى أساسه عمل خدمي، وضربت له عدة أمثلة: مشروع العلاج الذي يحتاج إلى فرمطة، كل ما نستفيد منه الكشف عند بعض الأطباء، أغلبهم يبحث عن مرضى لعياداتهم الخاوية، وتحدثنا عن مشروعات الإسكان التي تنتقل من جيل إلى جيل، وعقود العمل، ومشاكل الصحفي مع جريدته، وتحدثت معه بشكل مفصل عن المعاشات، وطلبت منه أن نمنح الصحفي المتقاعد حق التصويت والترشح لعضوية المجلس ولكرسى النقيب عند تعديل قانون النقابة، ورفع المعاش المقدم من النقابة بما يتوافق مع بدل التكنولوجيا الذى يصرفه الصحفي العامل، وقلت له قامة الصحفي فى قامة القاضي والدبلوماسي، ويجب أن يتساوى معاشه بما يصرفه القاضي والسفراء والوزراء، وأن يتقاعد مثل القاضي بعد السبعين، وقلت له كذلك انه يجب أن تكون أجور الصحفيين على رأس الأولويات، ولا يصح أبدا أن نطالب الصحفي بأن يخدم وطنه ويشارك في صناعة القرار السياسي، ويراقب الحكومة، ويتصدى للفساد والقهر والديكتاتورية وهو لا يجد قوت يومه ويعيش على الفتات، وتحدثنا عن الصحافة الحزبية والخاصة، وانه يجب ألا يسمح بإصدار صحيفة سوى بعد أن نضمن استمراريتها، ولا نقيد صحفييها فى النقابة سوى بعد سنتين من صدورها ضمانا للجدية.
أتذكر هذه الحكايات ليس بالطبع بمناسبة اتفاقية تعيين الحدود البحرية، وإعادة جزيرتى صنافير وتيران إلى المملكة السعودية، ولا بمناسبة تكريم أعضاء نقابة الصحفيين فى عيدها الماسى لأعضاء نقابة الصحفيين السابقين وليس للصحفيين والكتاب والشهداء، بل بمناسبة ذكر النقيب خلال احتفالات النقابيين، أنه حصل على وعد بزيادة بدل التكنولوجيا، وبدوري أسأل معالي النقيب المهم: وماذا عن الزملاء الذين تقاعدوا؟، هل فكرت فى الحصول على وعد برفع مبلغ المعاش ليتساوى بمبلغ التكنولوجيا؟، يبدو أنه نسى أو تناسى لأنه أصبح على يقين أن هذه الدورة هي الأولى والأخيرة لمعاليه.