أتفهم الأسباب التي دعت المجلس الأعلي للصحافة إلي رفع سعر الصحف.. ولكن كان يجب علي المجلس التروي عند اتخاذ مثل هذا القرار الصعب خاصة أن الأسباب المعلنة للزيادة وقتية ولن تستمر سواء سعر الدولار أو أسعار مستلزمات الطباعة من ورق وزنكات وأحبار.
ثم.. عند استعراض كل الصحف الصادرة بعد الزيادة نجد أن كافة الصحف القومية قد زاد سعرها وأصبح جنيهين للإصدار الأول و140 قرشًا للإصدار الثاني.. أما الصحف الحزبية والخاصة فلم تلتزم بالزيادة سوي صحيفتي الوطن "جنيهان" والتحرير "190 قرشًا".
بالتالي.. أعتب علي المجلس الأعلي للصحافة انطلاقًا من حق الزمالة وأقول:
** حدود علمي أن المجلس عقد لقاء ضم رؤساء المؤسسات الصحفية القومية وممثلي الصحف الحزبية والخاصة وأن الجميع أعلن التزامه بالزيادة.. فلماذا لم تلتزم الصحف الحزبية والخاصة بنفس السعر الموحد الذي التزمت به الصحف القومية؟؟.. وماذا أنتم فاعلون معها؟؟.. وإذا كانت قراراتكم غير ملزمة لها فما جدوي الاجتماع مع ممثليها أصلاً..؟؟
** من سيتحمل نتائج انخفاض التوزيع بسبب الزيادة غير المدروسة للسعر؟؟.. هل سيتحملها المجلس الأعلي أم أنه سيلقي بالتبعة علي رؤساء المؤسسات والتحرير وسيتهمهم بالتقصير رغم أن الواضح للأعمي قبل البصير أن غالبية المادة الصحفية المنشورة في كافة الصحف القومية جيدة فعلاً.
** كان مجلس الشوري يختص برفع سعر الإصدارات الأولي للمؤسسات القومية ويترك للمؤسسات "تحريك" سعر الإصدارات الثانية.. والآن بعد أن أصبح للمجلس الأعلي كل اختصاصات مجلس الشوري فيما يخص الصحف كان المفروض أن يبت في أسعار الإصدارات الأولي فقط علي أن تتولي المؤسسات "تحريك" سعر إصداراتها الثانية سواء بالاتفاق فيما بينها أو كل مؤسسة حسب ظروفها.. ولكن هذا لم يحدث واستأثر المجلس الأعلي بالقرار علي الجميع.
القرار سيكون له أثر سلبي علي النحو التالي:
1ــ التوزيع سينخفض حتمًا وبشكل حاد خاصة أن القارئ يستطيع قراءة كل الصحف علي النت وببلاش..!!
2ــ هل منطقيًا زيادة أسعار الإصدارات الثانية بما يزيد علي 50% من سعرها دفعة واحدة..؟؟
3ــ في ظل عدم احترام الصحف الحزبية والخاصة للاتفاقات.. هل من المصلحة العامة ضرب توزيع الصحف القومية بهذا الشكل وأن تتردي أوضاعها الاقتصادية أكثر مما تعاني..؟؟
4ــ وفي ظل الخسائر التي ستتضاعف ــ وافقني في ذلك من وافق واعترض من اعترض ــ هل تستطيع أي مؤسسة صحفية قومية تنفيذ برامج التحديث والتطوير والصيانة الدورية الشاملة لماكينات الطباعة ولأسطول سياراتها بل وللمباني نفسها..؟؟
5ــ هناك نغمة دائمًا تترد مع كل زيادة في سعر الصحف: "التوزيع سينخفض.. ثم يعود للارتفاع".. وأتحدي من يقول ذلك أن يذكر لي مرة واحدة ارتفع فيها سعر الصحف وانخفض التوزيع ثم ارتفع.. هذا مستحيل يا سادة.
زملائي الأعزاء رئيس وأعضاء المجلس الأعلي للصحافة.. عفوًا.. قراركم خاطئ من حيث المضمون والتوقيت.. فتحملوا أنتم نتائجه الكارثية أمام الله والوطن والشعب.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.