احمد المنزلاوى
البروج والعديسات والسيول والمخرات
جاءت الرسالة من البروج بالعديسات تحذر من أخطار السيول وتطالب بفتح المخرات ولا بأس ان نتذكر ما وقع فيما مضي بالمحافظات وأخطرها في أسيوط وكانت الضحايا بالمئات.. نشرت هذه الرسالة في 21/10/1994 تحت عنوان "مصارف لمواجهة أخطار السيول" بتوقيع سيد بن الغفار- نجع البروج- العديسات قبلي- الأقصر.
قال: ان السيول الأخيرة كشفت التقصير في حق سكان النجوع يتعرضون ومنازلهم وممتلكاتهم للمخاطر حاصرتهم السيول ونجوا منها بفضل الله. ناشد المسئولين التدخل لحفر مصارف جديدة للسيول علي الترع ونجع البروج قرية تتبع الآن الوحدة المحلية بالعديسات قبلي تابعة لمركز الطود وكذلك العديسات بحري وهما في أقصي جنوب المركز.
والبروج والأبراج جمع برج. وهو الحصن أو القصر أو البيت الكبير أو البناء المرتفع والبرج أيضاً: بيت الحمام والبروج المشيدة التي ورد ذكرها في الآية 78 بسورة النساء تعني: الحصون المنيعة.. والبروج سورة في القرآن الكريم رقم 85 في المصحف الشريف. جزء 30 نزلت بعد الشمس- مكية آياتها 22.
والبروج في السورة الكريمة تعني منازل الشمس والقمر أو النجوم أو قصور السماء أوالخلق الحسن وفي السماء 12 برجا تسير فيها الشمس. تقضي في ظل واحد منها شهراً واليوم الموعود في السورة: يوم القيامة والشاهد: يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة ومن رأي سورة البروج في المنام زال همه وزاد علمه ورزق ثوابا في الآخرة.
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يصلي العشاء بسورتي البروج والطارق.
تروي سورة البروج قصة أصحاب الأخدود نتحدث عن قوم مؤمنين موحدين حاول أهل الظلم والضلال إجبارهم علي ترك دينهم وخيروهم بين النجاة بأرواحهم أو الموت حرقاً في نار الأخدود "الحفرة العميقة" فاختاروا الشهادة وتمسكوا بدينهم.
والنجع: مكان الاقامة حيث الماء والمرعي وينتشر الاسم في محافظات الصعيد ومنها نجع حمادي مركز ومدينة في قنا بها مجمع كبير للألومنيوم وتعرف في المناطق المجاورة بأبي حمادي نسبة إلي قبيلة الحمادية وهي من الهوارة النجمية والعديسات قبلي وحدة محلية تأسست 2005 والعديسات في علم النبات فتحات توجد بالأشجار ذات السيقان الصلبة تساعد في عملية تبادل الغازات "التمثيل الضوئي" يخرج الشجر الأوكسجين ويمتص ثاني أكسيد الكربون لتنقية الجو. فضلاً ونعمة من رب العالمين.
تسقط السيول علي محافظات مصر في فصل الخريف وأوائل الشتاء خاصة جنوب سيناء وجبال البحر وأسوان وفي سنة 2009 دمرت السيول الطرق والتجمعات السكنية في هذه المناطق.
وفي كل عام ترتفع الأصوات تطالب بفتح مخرات جديدة وتطهير القديمة وتخزين مياه الأمطار والاستفادة منها ولكن دون جدوي وفي مصر حوالي 700 مخر للسيول في جميع المحافظات وفي العام الماضي 2015 وقعت المأساة في محافظات الشمال وكانت الخسائر كبيرة في الاسكندرية والبحيرة وغرقت قري بأكملها وضاعت الأرواح والممتلكات وفي نفس العام الذي نشرت فيه الرسالة "أكتوبر 1994" وفي الشهر التالي وقعت مأساة كبري في أسيوط وبالتحديد بقية درنكة سقطت الأمطار علي الجبل الغربي واجتاحت القرية وسقط الضحايا بالمئات والمشردون بالالاف "أكثر من 600 ضحية" معظمهم من القرية المكنوبة في فجر 1994/11/2 حفظ الله أبناء نجع البروج والعديسات والطود والاقصر وسائر المحافظات وقاهم شر السيول وأطالب معهم بفتح مصارف جديدة وتطهير القديمة والاستفادة من هذه الثروة الفائقة.