مازالت قضية مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر ويوتيوب وانستجرام شائكة لأنها غيرت وجه المجتمعات الشرقية بشكل عام وأصبحت تتحكم في مصير شعوبها أكثر من القيادات السياسية وأصبحت آلة يستخدمها الغرب لتوظيف الشباب ضد أوطانهم.
وتناولت من قبل في 3 حلقات سابقة اثار مواقع التواصل الاجتماعي علي المجتمع المصري الذي كانت تربطه علاقات اجتماعية من نوع خاص من تواد وتراحم وشهامة وجدعنة تحولت الآن إلي تنافر وتناحر اخرجت سلوكيات الشعب المصري عما كان معروف عنه تاريخيا.
وتناولت في الحلقة الأولي تحول التواصل الاجتماعي الذي كان من العناصر الأساسية لدي مارك زوكربرج مؤسس أشد مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك إلي تنافر وتناحر بالألفاظ والصور والفيديوهات شتت شمل الشعب المصري.
وفي الثانية تناولت تحول هذه المواقع من وسيلة لحرية التعبير عن الرأي إلي ألفاظ خارجة ووسيلة للخوض في الأعراض ثم في الحلقة الثالثة كيف أصبحت هذه المواقع مصدرا للأخبار للعديد من مرتادي هذه المواقع رغم ان ما ينشر هو من وحي خيال اشخاص عاديين ليس لهم علاقة بالصحافة أو الاعلام واتعرض اليوم لعنصر آخر فرضته هذه المواقع وهو حالة الانقسام التي أصبح عليها الشعب المصري.
فأي عنصر تناقشه مواقع التواصل الاجتماعي الآن يستتبعه حالة من الانقسام الشديد في الشعب المصري والعجيب ان القسمين يتسمان دائما بالقضاء الشديد ولا يلتقيان في أي رأي مثلما حدث مؤخرا في زيارة الملك سلمان العاهل السعودي لمصر وقضية جزيرتي تيران وصنافير.
وبداية فأنا لم اعتد الدفاع عن أي سلطة سياسية في كلماتي ودائما أنادي بحرية الرأي في عصر لم يعد هناك وجود لرأي أو حد يلتف حوله الجميع ولكن بشرط أن يتحول التضاد الشديد علي مواقع التناحر الاجتماعي إلي التقاء في نقطة واحدة هي مصلحة الوطن التي يعلو صوتها فوق صوت الجميع.
الخلاف في الرأي يخلق نوعا من الحراك الفكري الذي من المؤكد يصب لصالح أي مجتمع ولكن بشرط ان يكون الخلاف في الرأي بأسلوب مقبول ليس فيه تطاول لفظي من أي نوع وشرط أيضا أن يحترم كلا الطرفين رأي الآخر حتي لو لم يتقبله.
الأزمة تكمن في ان هذا الخلاف المحترم في الرأي لم يعد موجودا وإنما تحول إلي حفلة من السباب والشتائم والاهانات بين طرفي الحوار وتطول أعلي سلطات الدولة.
الدول الغربية التي تقود حملة منظمة للاطاحة بكل دول الشرق الأوسط في اطار حملة الشرق الأوسط الجديد عرفت تماما كيف تخترق مجتمعاتنا عن طريق الشباب الذين هم السواد الأعظم من مرتادي هذه المواقع.
هناك حملات منظمة تدعمها دراسات متتالية من هذه الدول عن العناصر التي يمكن من خلالها ان تخترق كل دولة علي حدة عن طريق تسريبات لأخبار كاذبة تعلم تماما مخابرات تلك الدول انها العناصر التي تحدث أكبر انقسام في الرأي.
كل شيء معا يكتب أو يصور أو ينقل عبر هذه المواقع اصبح يسجل ويتم تحليله بدقة لأن سيرفرات هذه المواقع يتم مراقبتها بدقة ويتم تسجيل كل البيانات عليها من أجل الحصول علي بنك معلومات كامل عن كل دولة وكيف توجه شبابها وكيف تحدث هذا الانقسام الذي نعيشه الآن بسبب مواقع التناحر الاجتماعي.